ألبوم حمزة نمرة يصرخ ضدّ العسكر:لاااا.. دي أيّامي أنا

ألبوم حمزة نمرة يصرخ ضدّ العسكر:لاااا.. دي أيّامي أنا

11 ديسمبر 2014
غلاف الألبوم الجديد
+ الخط -
هو شاب مصريّ في الثلاثينات من عمره. ربّما عرفه المصريون والعرب أكثر قبل أسابيع، حين قرّر نظام العسكر في مصر منع أغنياته في الإعلام المصري الرسمي. وهو يبدو اليوم واحداً من قافلة فنية وسياسية وشعبية بدأت تقول: لا. 

فبعد سنتين من الغياب الطوعي، أصدر حمزة نمرة ألبومه الجديد "اسمعني". و"اسمعني" هي أغنية غاضبة، لكنّ لحنها هادئ، وتقول: "حياتي عمرها ما كانت باختياري، غصب عنّي لقيتك بتاخد قراري، بتعاملني كإني مجرّد خيال، وانّ جيلنا دا كلّو شويّة عيال، لااااا، إحنا ملّينا السكوت، خلاص حاقولها بأعلى صوت: اسمعني، إنت الي بتضيّعني.. أحلامي إنتَ اللي قضيت عليها لمّا تحكّمت بيها، طب فاضل بيّا إيه؟". 

وتتابع الأغنية: "إحنا جيل اللي شايل جوّاه شباب، كل حلم بألم، كلّ خطوة بعذاب، شلنا همّ الحياة، دقنا مرّ السنين لا وعايزينا برضو نعيش مذلولين، لاااا، كلمة واحدة حاقولها ليك، لاااا، مش حابقى نسخة من ماضيك". 

كما لو أنّها موجّهة إلى الرئيس عبد الفتّاح السيسي، كما لو أنّها تقول إنّ الشباب المصري لن يسكت بوجه مَن سرق ثورته وأعاده إلى "الماضي". وهي صرخة مدوّية بدأت تأخذ صداها في الشارع المصري. 

أما أغنية "صباح الخير"، فتوزّع الأمل، بلحن مريح وهادئ جدّاً: "قولنا صباح الخير وعلى الله، دا الدنيا رايقة"، وتضيف: "لا إنسى... ما تركّزش بقا وعدّيها وما تحطّش في بالك، لي كلّ ما اشوفك مكشّر، يا عمّ كبّر، ولتقول الدنيا واقفة، ما هي ماشية الله أكبر.. ما تنسى، يا سيدي إنسى".

لمَن لا يعرف حمزة، فقد سبق وعارض حكم "الإخوان المسلمين"، ثم عارض حكم العسكر برئاسة عبد الفتاح السيسي. وكانت شهرته الأولى كأحد مطربي ثورة 25 يناير، وبقي وسطيّاً، فرفض حكم الإخوان، ثم رفض الانقلاب ومجزرة رابعة.

ومن أبرز أغنياته سابقاً "واقولك ايه" التي يدعو فيها إلى نبذ خطاب الكراهية بين المصريين. أما الألبوم الجديد، فيدعو المصريين إلى التشبّث بالأمل، في لحظة بدأ الشارع المصري ينقسم مجدّداً، وبدأت الأصوات تتعالى اعتراضاً على ممارسات "العسكر" والحكم الأمني الذي بدأت مصر تشهده: "كلّ صعب في الدنيا ممكن يهون"، تقول "صباح الخير"، وتضيف: "مش هـ خاف، من الي جاي، فرحتي تنوّر سمايا مهما يكون، طول ما احنا، ويّا الأحلام، كلّ صعب في الدنيا ممكن يهون".

هكذا يوزّع حمزة التفاؤل، هو الممنوعة أغنياته في الإعلام الرسمي، والمُطارَد، فنيّاً على الأقلّ، في ظلّ حكم السيسي. وفي أغنية "يا لا لا"، يقول: "سألوني عن إسمي، قلت لهم ضايع مني، كلّ الي عارفاه عنّي عربي واسمي عربي". لكنّه يضيف: "اتمسخرنا على العادات.. صرنا نسهر في البارات، وما في مشكلة". الأغنية تنتقد ملاحقة الموضة والتكلّم باللغتين الإنكليزية والفرنسية، في تهجّم غريب على نمط حياة مدينيّ عصريّ. 

وفي أغنية "يا سيدي"، يصلّي "على الهادي نبينا"، ويوزّع الصلوات على "أهل البيت والصحابة"، في أغنية دينية، لكن بلحن عصريّ جميل، بعيد عن التحفّظات الدينية حول الألحان والأغنيات. 

هكذا يقدّم الألبوم خلطة من الإيمان المعتدل، والإبداع اللحني، والمحافظة الاجتماعية من خلال الاعتراض على "السهر في البارات" وعلى "اللغات"، ثم يقول: "يا رسول الله يا عالي، أفديك بكلّ غالي، عمري ما انساك، ديماً في بالي...".

أما الغلاف الغريب، فهو موضة جديدة في التصميم الفنّي، بحسب حمزة، وكلمة "اسمعني" ليست واضحة: "الغلاف يشبه الموسيقى، لأنّ الألبوم يحاول مزج الشرقي بالغربي، وهو يشبه نفقاً ترى نوراً في نهايته، أو حتّى سمّاعات. مثل الأغنيات، كلّ واحد سيراها على طريقته"، قال حمزة في لقاء مع تلفزيون "الحياة" المصري. 


الألبوم من ألحان مصطفى نجم، بالاشتراك مع حمزة، والكلمات لمحمود فاروق أيضاً بالاشتراك مع الملحّن والكاتب، وساعدهم في التوزيع أندريه مينا: "وهو عمل جماعيّ وليس فرديّاً".

دلالات

المساهمون