مدير متحف باردو: تركنا آثار الرصاص كشاهد للتاريخ

مدير متحف باردو: تركنا آثار الرصاص كشاهد للتاريخ

29 مارس 2015
منصف بن موسى (العربي الجديد)
+ الخط -

أكد مدير متحف باردو في تونس، منصف بن موسى، أن معظم القطع الأثرية التي يعرضها المتحف لم يمسسها ضرر، جراء الهجوم الإرهابي الذي جرى منتصف الشهر الحالي، مستدركاً أن خبراء المتحف وخبراء المعهد الوطني التونسي للتراث يملكون خبراء قادرين على التعامل مع الأضرار التي تعرضت لها بعض القطع البرونزية واللوحات الفسيفسائية.


وقال بن موسى لـ "العربي الجديد": "أضرار الهجوم الإرهابي، كانت طفيفة وتجاوزناها، حيث تم إصلاح المصاعد والأبواب والنوافذ، بمساعدة فورية من الوكالة الوطنية للتراث والتنمية الثقافية"، لافتاً إلى أن إدارة المتحف تفكر جدياً في الإبقاء على بعض آثار الرصاص على الجدران، "سنتركها كشاهد عيان للأجيال القادمة؛ لنثبت لهم أننا مسلحون بالثقافة، وأن سلاحنا الثقافي والمعرفي فعّال في كل زمان ومكان، وفي مواجهة كل الترسانات الحربية التي يملكونها، وأن ما حدث، جزء من التاريخ، حتى لو كان عبثياً وإجرامياً" على حد تعبيره.


وأعلن المسؤول التونسي أن المتحف بدأ باستقبال زواره بالتزامن مع الاحتفال بالمسيرة الدولية المناهضة للإرهاب، بما فيها القاعات التي شهدت مقتل السياح، مشيراً إلى أن كاميرات المراقبة التي تحيط بالمتحف تعمل بكفاءة عالية، رغم أن 18 كاميرا منها ما زالت قيد الإصلاح وستعود للخدمة بأقرب وقت.


وتم خلال المسيرة الدولية، تدشين نصب تذكاري يحمل أسماء الضحايا لتخليد التضامن الدولي الكبير في مواجهة الإرهاب، لتكوين رسالة ضد كل من يريد أن ينزع عن الإنسان إنسانيته.

وبين بن موسى أن التضامن الكبير الذي لقيه متحف باردو من التونسيين وغير التونسيين، والوفود العالمية التي تضامنت بزيارة المتحف، تخفف من الألم الذي يعتري تونس جراء الحادث الإرهابي. "الجريمة كانت فادحة، لأنها تعدت على شيء ما داخل التونسيين، وعلى القيم الإنسانية بصفة عامة، وحاولت أن تدوس فكرة السلام، ولكن التونسيين أثبتوا أنها أفكار شاذة لا تهزمهم ولذلك كانت ردة الفعل قوية".

وحول رؤية إدارة المتحف للتعامل مع الأحداث المقبلة، والاستفادة من التجربة، قال بن موسى: "الواجب يدفعنا لنكون مستعدين كما ينبغي وبأقصى سرعة، ليصبح المتحف قادراً على استقبال زائريه كما كان من قبل، وردة فعلنا الذاتية، عكسها تضامن أسرة المتحف من عاملين وموظفين وخبراء، وهو ما مكننا من إعادة فتح المتحف قبل موعده المقرر اليوم الأحد، بحيث استقبلنا منذ صباح الجمعة الماضي، وفود التلاميذ ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، فضلاً عن الزيارات المبرمجة للسياح، واعتباراً من صباح غد الإثنين، سيكون المتحف مفتوحاً لكل الراغبين بزيارته".

وأبدى بن موسى ثقته بوازرة الداخلية التونسية، لتأمين المتحف وحمايته، مضيفاً: "لا ينبغي أن تدفعنا الأحداث التي جرت للقول إن المتحف لم يكن مؤمناً، فالإرهاب يحدث في جميع أنحاء العالم وأقوى الترسانات الأمنية في أعتى الدول تم اختراقها من طرف إرهابيين، وهذه هي المعضلة اليوم، نحن أُصبنا كما أُصيب جيراننا في مختلف أنحاء العالم". وأشار بن موسى إلى أن الحراسة لم تكن منقوصة داخل المتحف، وأضاف أن وزيرة الثقافة التونسية، لطيفة الأخضر، طالبت بتوسيع انتشار الحراسة على مختلف المتاحف التونسية.





المساهمون