"التمريّة".. حلوى الفقراء الشتويّة

27 أكتوبر 2014
بائع الحلوى محمد دياربي يصنع التمريّة (العربي الجديد)
+ الخط -
لا زال الصيداويون يصنعون حلوى "التمريّة" في منازلهم لغاية اليوم، لأنّها سهلة التحضير ومن العادات والتقاليد القديمة للمدينة، لذلك لم يتبقَّ من بائعي "التمريّة" سوى واحد، يصنعها ويبيعها إلى زبائنه الذين يحضرون خصوصاً إليه لشرائها.

أشار بائع الحلويات، محمد دياربي، الذي حافظ على صناعة هذه الحلوى، في حديثه إلى "العربي الجديد"، إلى أنّ جدّه المشهور بلقب "البورا" هو مَن بدأ بصناعة الحلويات في المدينة منذ مئة وثلاثين عاماً. إذ كان يصنع "التمرية" و"القزحة"، ويبيعها في المناسبات. وظلّت هذه المهنة تتوارث من الجد إلى الخال، إلى أن ورث هو المحل منذ سبعة وخمسين عاماً.

يشرح البائع مكوّنات التمريّة وطريقة تحضيرها قائلاً: "تتكوّن من عجين رقيق، وسميد ونشاء. تُعْجَن جيداً، وتُلفُّ العجينة الرقيقة، ومن ثمّ تُقلى بالزيت المحمّى بشكل جيد، ويضاف إليها القطر المحلّى". يعتبر دياربي أنّ صناعة التمريّة تكثر في فصل الشتاء لرغبة الناس بالمأكولات الساخنة، ويتزايد الطلب عليها في شهر رمضان الكريم. مضيفاً أنّ التمريّة تُصنع أيضاً في مدينة عكا بفلسطين بالطريقة ذاتها وبالطعم ذاته. وأوضح البائع أنّ أهالي مدينة نابلس في فلسطين يؤكدون أنّ أصل حلوى "التمريّة" هو فلسطيني، وتعتبر من الحلويات الشعبية الرائجة فيها، وتُصنع على مدار العام.

كما يروي أحد أبناء مدينة نابلس قائلاً: بعد نكبة العام 1948، هاجر أحد سكان قرية "تمرة"، وهي من قضاء عكا، إلى نابلس، وافتتح محلاً لصنع حلوى "التمرية"، وقد لاقت رواجاً كبيراً وإقبالاً عليها في المدينة، ومن ثم انطلقت من نابلس إلى سائر البلدان الأخرى.

ويذكر أن حلوى التمرية موجودة في مختلف البلاد العربية، إلاّ أنّها صناعتها تختلف في فلسطين ولبنان عن البلدان الأخرى، حيث إنّه يتم حشوها بالتمر "العجوة" في بقية البلدان، بينما في لبنان وفلسطين تتكوّن فقط من السميد المطبوخ بالنشاء والماء، كما تختلف في نسبتها، باختلاف مصنّعيها، إذ لم تُعرف حتى اليوم هويّة البلد المصنّع الأوّل لها.
المساهمون