غزة: "فيسبوك" ينطقُ في إذاعة!

غزة: "فيسبوك" ينطقُ في إذاعة!

15 نوفمبر 2014
تُتيح الإذاعة الاستماع إليها عبر الإنترنت (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يعد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في غزة أداةً للكتابة والتعبير عن ما يجول في الخاطر، أو نشر المشاركات والصور بين الأصدقاء، بل أضحى مُنطلقاً لـ"إذاعة إلكترونية" أطلقها مجموعة من الشباب الفلسطيني من القطاع.
يُحاول الشباب الغزّي من خلال إذاعتهم الإلكترونية كسر الروتين الإعلامي "المُملّ والتقليدي" للإذاعات المسموعة، من خلال استنطاق "فيسبوك" وجعله وسيلة تواصلٍ سمعيّة، يُمكن من خلالها وضع المستمعين بصورة الأوضاع في قطاع غزة المحاصر منذ ثمانية أعوام.
الكادر العامل في "إذاعة صوت الفيسبوك" يطمح إلى العالمية، وإيصال رسالة الشعب الفلسطيني وشبابه وأطيافه كافة إلى العالم بأسره. ويؤكد أن فلسطين عموماً، وغزة على وجه التحديد، فيها طاقات إبداعية يجب أن يتمّ التركيز عليها وصقلها.
ويقول الصحافي عصام أبوخليل صاحب فكرة "إذاعة صوت الفيسبوك" إنّ "الإذاعة وعبر أثيرها تحمل أهدافاً تعليمية، إصلاحية، وتتيح الفرصة للشباب كي يقولوا كلمتهم ويوصلوها للمسؤولين". ويلفت إلى أهمية الارتقاء بمستوى الأداء الإعلامي عبر طرق حديثة.
ويضيف أبوخليل في حديث مع "العربي الجديد" أن الاهتمام البالغ من الجميع وتحديداً الشباب على "فيسبوك" وسيطرته على جزء كبير من وقتهم، دفعه إلى التفكير في إيجاد إذاعة عبر ذلك الموقع المهم وصاحب الانتشار الواسع، من أجل خدمة المواطنين عموماً.
ويشير أبوخليل إلى أنّ أعداداً كبيرة حول العالم تتّجه نحو تطبيقات الإعلام الحديث وسط تفاعل واضح معها، خاصةً في ظلّ الصعوبات التي يمكن أن يواجهها المتابعون في متابعة بعض الموجات المتوسطة وموجات الـ"أف أم"، مع متابعة تطبيقات الإنترنت في الوقت ذاته.
ويوضح أنّ الإذاعة تتيح لمستخدمي الإنترنت متابعة العالم بالصوت والصورة، مع قيامهم بأعمالهم عبر الإنترنت من دون أي عائق، ويقول: "قمنا بربط الإذاعة عبر فيسبوك، نظراً للإقبال الشديد عليه، وبعد أن أصبح جزءاً كبيراً من حياة الناس حول العالم".
ويشير أبوخليل إلى أن طاقم الإذاعة يقوم بالتنسيق مع بعض الجاليات العربية في الدول الأجنبية والأوروبية، لتقديم برامج خاصة بالقضية الفلسطينية، وإيصال معاناتهم وأوضاعهم للعالم، مبيناً أن الإذاعة تبث موادها الإعلامية بلغات ست، وهي: العربية، الفرنسية، الألمانية، التركية، الإنجليزية، والإسبانية.
ويُبيّن مدير الإذاعة أنّ إذاعته الناشئة تعاني من ضعف الإمكانيات المادية؛ نظراً لعدم انتمائها لأي حزب، ويضيف: "يقوم كل متطوع بإعداد البرنامج من منزله، ومن ثم بثه عبر ربط صفحات المعدين مع الصفحة الرئيسية، لذلك نحتاج إلى استوديو مجهز بكافة المعدات يعيننا على القيام بأعمالنا بشكل أسرع وأكثر جودة".
تم استهداف مقر الإذاعة بالمدفعية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، كذلك استشهدت مديرة الإعداد في الإذاعة الصحافية نجلاء الحاج.
وتطمح الإذاعة التي لا يتلقى طاقمها أي مقابل مادي أن تُسَمع في الدول العربية والأجنبية والأوروبية وفي جميع أنحاء العالم، وأن تصبح مرئية تبث عبر موقع فيسبوك، واضعةً نصب أعينها إيصال رسالة الشباب الفلسطيني الحالم بمستقبل ملؤه الأمن والاستقرار.

المساهمون