عنصرية ما بعد التفجير: "أوقفوا الإسلام"

عنصرية ما بعد التفجير: "أوقفوا الإسلام"

23 مارس 2016
يغادرون المطار بعد التفجير (Getty)
+ الخط -

إنّه صباح ما بعد التفجير: مواقع التواصل هادئة... كلّ مستخدم عاد لاهتماماته، وبروكسل تُلملم جراحها. فبعد ساعات من اعتداءات بروكسل، لم يكُن هناك ولا وسم واحد عن الاعتداءات في لائحة الأكثر تداولاً عالمياً على "تويتر".

لكنّ ليل أمس كان غير هذا الصباح. فإلى جانب وسم "#BrusselsAttacks"، أطلق مستخدمون وسم "#StopIslam" الذي وصل إلى لوائح الأكثر تداولاً عالمياً مع أكثر من 68 ألف تغريدة، لكنّه سرعان ما اختفى بعدما لفت الأنظار. وهو نتيجة مباشرة للآراء العنصرية - الإسلاموفوبويّة التي تنتشر بعد كلّ تفجير أو اعتداء في دول الغرب.
الوسم لفت أنظار الصحافة العالميّة، فقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الوسم يتصدر لوائح الأكثر تداولاً "للأسباب الصحيحة"، بعدما عمد عدد كبير من المستخدمين إلى التغريد على الوسم بعبارات وجمل تنتقد هدفه الأساسي، وهو نشر الإسلاموفوبيا بعد اعتداءات بروكسل، لينشروا رفضهم أن يتحمّل الإسلام المسؤوليّة، مؤكدين أنّ "الإرهاب لا دين له".

صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، ذكّرت بأسباب انتشار الوسم الذي استخدم بعد تعليق للصحافية آشلي بيرسن على "تويتر" جاء فيه: "بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، هي أيضاً عاصمة الجهاد في أوروبا". وأضافت: "ويصرّ البعض على أننا في مأمن في دول الاتحاد الأوروبي!".

تغريدة بيرسن أثارت امتعاض عدد كبير من رواد مواقع التواصل من مواطنين وصحافيين، وهو ما دفع بمراسلة قناة "سكاي نيوز"، كاي بورلي، إلى الرد على بيرسون، والإصرار على أن ما فعلته بيرسون محاولة مبكرة جدا "لتسجيل نقاط سياسية من خلال هجوم إرهابي".



من جهتها، ذكّرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية بأحداث باريس وهجوم مسرح "باتاكلان" والتغريدات والوسوم التي تم تداولها بعدها والتي هاجمت الإسلام، قبل أن ينتقدها عدد أكبر من الناشطين، وأكدت أن عددا كبيرا من المستخدمين نشروا أيضاً وسم "stopislam#"، أمس، بهدف انتقاده وتسليط الضوء على الدور السلبي الذي يمثله.




أما "نيويورك تايمز"، فاستعانت بخدمة "داتا مينر" لتحديد عدد التغريدات الذي استُخدم الوسم فيها ليتخطى عددها 140 ألف تغريدة، ووصفت الصحيفة الوسم المتداول بـ"المعادي للإسلام" مذكرة أيضاً بعدد التغريدات الكبير الذي نشر الوسم بهدف انتقاد مستخدميه وإدانتهم.

"الإرهاب لا دين له"، بهذه العبارة اختار موقع "ليكسربيس - L'express" الفرنسي توصيف التغريدات التي تلت هجمات بروكسل، وجاء في عنوانها: "الإسلاموفوبيا.. تحدٍ آخر من تحديات تفجيرات بروكسل".




موقع "20 دقيقة - 20 Minutes" الفرنسي، اختار التذكير بموجات الإسلاموفوبيا التي أعقبت هجمات "شارلي إيبدو"، وباريس، وسان برناردينو، ومؤخراً بروكسل، وكتب "الإسلاموفوبيا تتفشى على شبكات التواصل، الإسلاموفوبيا تسيطر على تصريحات السياسيين"، في إشارة إلى تعليق مرشح الرئاسة الأميركي، دونالد ترامب، على هجمات بروكسل.

وغرّدت مجموعة "أنونيموس" أيضاً مستخدمة الوسم، حيث شددت على الدور السلبي الذي تلعبه الوسوم المماثلة، بالإضافة إلى دورها في نشر الحقد والكراهية.



اقرأ أيضاً: استنفار لمواكبة "الحرب": سقطات إعلامية ونصائح لتفادي الفضائح

المساهمون