إعلامي تونسي يهاجم رئاسة الجمهورية ويعتذر

إعلامي تونسي يهاجم رئاسة الجمهورية ويعتذر

08 اغسطس 2015
السيناوي دعا الوافي إلى الاعتذار وهدده بالقضاء (تويتر)
+ الخط -


نشر الإعلامي التونسي، سمير الوافي، على "فيسبوك"، خبراً يتعلق بقيام إدارة رئاسة الجمهورية التونسية، بصيانة قصر رئاسي، في مدينة الحمامات السياحية، بقيمة 2.7 مليون دولار أميركي، في حين لم يتمّ تخصيص أكثر 480 ألف دولار أميركي، لصيانة أكثر من ألف مدرسة تونسية.

انتشار الخبر دفع المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية التونسية، معز السيناوي، إلى تكذيبه مؤكداً أن مصاريف صيانة قصر الحمامات الرئاسي لم تتجاوز 16 ألف دولار أميركي، داعياً سمير الوافي، إلى الاعتذار وتصحيح ما وقع فيه من خطأ، وإلا قد تضطر رئاسة الجمهورية، إلى رفع الأمر إلى القضاء لتوضيح الصورة الحقيقية للرأي العام التونسي.

اعتبر الوافي، تدخل السيناوي، بمثابة التهديد له فسارع إلى نشر تدوينة أكد فيها أنه "يحترم السيد معز السيناوي، وحقه في التصحيح والتكذيب كناطق رسمي…لكن استعماله لعبارات حادة وتهديدات ناعمة لا يليق بالعلاقة بين الإعلاميين والرئاسة…وأؤكد له أنني لا أتحامل ولا أتجنى على الرئيس، بل أقوم بواجبي في النقد دون خلفيات ولا حسابات".

وجد موقف سمير تعاطفاً من قبل الكثير من الحقوقيين الذين يرفضون أسلوب تكميم الأفواه في تونس. لكن الإعلامي التونسي فاجأهم هذه المرّة بالاعتذار من رئاسة الجمهورية، كاتباً: "الاعتراف بالخطأ يتطلب شجاعة أخلاقية، والوحيد الذي لا يخطئ هو فقط الذي لا يعمل... لذلك وبدافع أخلاقي مجرد من أي تأثير أو ضغط أو حسابات... أعترف بارتكابي لخطأ عفوي غير مقصود في صفحتي هذه، حيث كتبت أن تكاليف صيانة القصر الرئاسي بالحمامات بلغت 5 مليارات، واتضح بعد ذلك حسب الوثائق التي وصلتني أنها لم تتجاوز 37 ألف دينار".

وأرجع الوافي سبب خطأه إلى "وقعت في فخ معلومات خاطئة راجت في فيسبوك في صفحات شخصيات معروفة صدقتها وظننتها فوق المغالطة... لكن اتضح أن ما نقلته عنها كان خاطئاً، وأنني ارتكبت مغالطة غير مقصودة". وقدّم الوافي اعتذاره مؤكداً أن هذا الاعتذار لم يتم تحت الضغط، ولكنه اعتراف بالخطأ وخشية منه ألا يتم توظيف ما كتبه للمزايدة السياسية.


لقي اعتذار الوافي تعليقات كثيرة على مواقع التواصل، وهو ما حيّاه عليه البعض منهم مهدي مهدي الذي كتب: "أحسنت سمير لا يفعلها إلا شهم وشجاع ولقطع الطريق أمام من لا يريدون بك خيراً". واعتبر آخرون أن الاعتذار لا ينفي حقيقة صيانة قصر الحمامات بخمسة ملايين دينار، حيث كتب المحلل السياسي المعارض، حبيب بوعجيلة: "جيد أن تعتذر، ولكن تجربتنا السياسية مع مركب التحيل الحاكم حالياً لا تجعلنا في وارد اعتبار اعتذارك حجة لهم كي نكف سوء الظن بهم فهم جديرون به تماماً".

اقرأ أيضاً: مرصد جديد للدفاع عن الصحافيين التونسيين

المساهمون