"تويتر" منصة لمحاسبة المسؤولين السعوديين

"تويتر" منصة لمحاسبة المسؤولين السعوديين

08 يونيو 2015
الضغط لكشف تجاوزات بعض المسؤولين (Getty)
+ الخط -
أصبح موقع "تويتر" في السعودية منصةً للحصول على الحقوق ومحاسبة المسؤولين المقصرين، فتأثير "تويتر" في السعودية فاق كل التوقعات، وبات مجرد وسم على الموقع كافياً لإزاحة مسؤول. ولم تكن استقالة رئيس اللجنة الوطنية للاستقدام، سعد البداح، وبقية المجلس بعد انتشار وسم يطالب بمحاسبته على التسبب في أزمة الاستقدام في البلاد حالة الاستقالة الأولى، كما لا يعتقد أنها الأخيرة.

فوزير الصحة السابق، تمت إقالته بسبب حملة دشنها مغردون ضده بعد أن تعامل بشكل سيئ مع أحد المواطنين، وقبله وزير الإسكان بعد انتشار وسم يطالب بمحاسبته على تقصيره في حل أزمة السكن. وبات المسؤولون السعوديون يتخوفون بشكل كبير من ردة فعل المغردين على "تويتر"، بعد أن تحول الموقع لمكان لنشر فيديوهات توثق تقصيرهم.

وتحتل السعودية الصدارة من حيث عدد المغردين باللغة العربية، نسبة تغريدات تجاوزت 47 بالمئة من تغريدات العالم العربية حسب دراسة قامت بها "أربيان بيزنس".

إقرأ أيضاً: ما هي القصة وراء #كذبة_سارة_ابراهيم؟

ويؤكد المختص في الإعلام الرقمي، حبشي الشمري على أن "تويتر" ساهم في تعزيز حضور أنماط معالجات إعلامية خارجة عن الأطر التقليدية، ويقول في حديث مع "العربي الجديد": "كثف "تويتر" التواصل بين فئات تعد نفسها مهمشة بدرجة أو بأخرى، ومن ثم أسهم في تكريس حضور تلك الفئات في المجتمع، ولكن في المقابل، عدم الوضوح والدقة في استخدام "تويتر" وغيره من التطبيقات التي ترتكز عليها صحافة المواطن يشكل عاملاً سلبياً لجهة الموثوقية التي يسعى لها المرسل في هذه الوسائط".

ويشدد الشمري على أن تويتر وغيره من مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، أسهم في توعية المجتمع بطرق مباشرة وغير مباشرة، بالمعلومات واﻵراء، ويضيف: "شكّل هذا عامل ضغط حقيقي أكثر من ذي قبل، وبخاصة في ظل عدم تطور أداء وسائل اﻹعلام الجماهيري التقليدي المحلي بصورة تسمح لها بمواكبة التغيرات العميقة في المنصات اﻹعلامية المتعددة في العقد اﻷخير على وجه الخصوص".

ومع وجود أكثر من 13 مليون مغرد في السعودية، الكل يريد أن يكون متواجداً. الملك سلمان بن عبدالعزيز كان من أوائل القادة في العالم الذين دشنوا حساباً رسمياً لهم على الموقع الشهير. وكذلك فعل جلّ الوزراء والمسؤولين السعوديين. ويؤكد الإعلامي خالد السهيل أنّ
اللعبة الإعلامية تغيرت بسبب نمو وسائل التواصل الاجتماعي، ويقول: "كان وقع الصدمة التي أحدثها المواطن الصحافي لافتاً". ويضيف: "تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى قناة من قنوات صياغة الرأي العام عربياً. هذه المسألة، فتحت شهية كل الأطراف للاستفادة من هذه الكعكة".

ويُجرّم قانون الجرائم المعلوماتية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة سيئة. وينص القانون على سجن من يرتكب جرائم على مواقع التواصل الاجتماعي ويقوم بالتهجم على الآخرين ونشر اتهامات كاذبة، بالسجن لمدة عام واحد وغرامة نصف مليون ريال.

ويؤكد المستشار القانوني أحمد الراشد، على أن النظام حاول السيطرة على "تويتر" بلغة التهديد، ويقول: "على الرغم من كثرة الدعاوى المرفوعة على مغردين، وصدور أحكام على بعضهم بالفعل إلا أن هذا الأمر لم يكن كافياً لحجب الحقيقة". ويضيف: "في بداية استخدام تويتر كانت هناك جرائم كثيرة ترتكب بدءاً من التشهير والكذب والادعاء، ونشر وثائق مزورة، وجاء النظام ليحد منها، ومع ذلك نرى الكثير من هذه الأمور ماتزال موجودة".

إقرأ أيضاً: #تغريدة_تسجن_معاقا في السعودية

المساهمون