الإعلام مسؤول عن تكسير الصور النمطية الجندريّة في المغرب

الإعلام مسؤول عن تكسير الصور النمطية الجندريّة في المغرب

27 ابريل 2015
(العربي الجديد)
+ الخط -
تأخذ قضايا النوع الاجتماعي، حيزاً كبيراً من اهتمام الهيئات الحقوقية والإعلامية المغربية، بحيث تطالب الأولى بمقاربة النوع، وتحرص الثانية على الالتزام به؛ وفق انفتاح المجتمع والإعلام المغربيين على الكفاءات النسائية ذات انفتاحها على الكفاءات الرجالية. كذلك تحاول أن تكون صوت كافة الشرائح مراعاة للتنوع والاختلاف في الخلفيات والثقافات داخل المجتمع المغربي.

ويعرف النوع الاجتماعي أو "الجندر" دولياً، على أنه مجموع الأدوار المحددة اجتماعياً لكل من الذكر والأنثى، وهي الأدوار التي تُكتسب بالتعليم، وتتغير بمرور الزمن، وتتباين تبايناً شاسعاً داخل الثقافة الواحدة ومن ثقافة إلى أخرى.‏ ويشير المصطلح حسب تعريفه، إلى الأدوار والمسؤوليات التي يحددها المجتمع للمرأة والرجل، ويعني الجندر الصورة التي ينظر بها المجتمع للنساء والرجال معاً، والأسلوب الذي يتوقعه التفكير في تصرفات كل منهما، بناء على أسلوب تنظيم المجتمع وليس بناء على الاختلافات البيولوجية.

عن ذلك تقول داشا إيليك، الصحافية البريطانية والمدربة الصحافية في قضايا النوع الاجتماعي لـ"العربي الجديد" إن أهم ما تعاني منه النساء والأقليات في المجتمع على مستوى القضايا الاجتماعية، هي الصور النمطية التي تكرس في التفكير على نحو معين جمعي.

وترى إيليك أن على الإعلام والصحافيين "مسؤولية تكسير الصور النمطية"، ولأجل ذلك تعمل مع معاهد إعلامية وإطار شراكات صحافية، على تمكين الصحافيين خلال سلسة تدريبات من "تقنيات تفكيك النمطي، أي الصور التي تبنيها أحكامنا واعتقاداتنا المسبقة عن النساء والأقليات والأشخاص، وكل ما يشكل داخل مجتمعاتنا فئات مهمشة ومغيبة في الإعلام". الوسيلة لذلك حسب إيليك هي "التدريب على اعتماد مبدأ حرية التعبير، واحترام أخلاقيات الصحافة ومقاربة واحترام النوع".

إقرأ أيضاً: المغرب: تحذيرات من منتجات إلكترونيّة مزيّفة

ردا على ذلك تقول أسماء عمري، الصحافية بإذاعة "راديو بلوس" المغربية أن "على الصحافي أن يكون حاسما مع نفسه في خيار الاستقلالية والمهنية"، وبالتالي أن "لا يخضع لأي ضغط حتى يتمكن من أن يكون الصوت للجميع، بمن فيهم النساء والأقليات والمهمشون لكن بحياد".

وفي سبيل التوصل إلى تكسير الصور النمطية عن النساء والأقليات "والعبور إلى المهنية"، تقول إيليك إنه من واجب الصحافي "التواصل مع الفئات المعنية بإنصات واهتمام، مع استعمال تقنيات محددة للحوار تعتمد لغة دقيقة لا تخلق التمييز بين الجنسين، ولا تسمح بتكرار استعمال توصيفات عنصرية تجاههم، أو تكرس للصورة النمطية المتداولة مجتمعيا كابن الحرام واللقيط والساحرة على سبيل المثال". من جهة أخرى على الصحافيين ألا يقعوا في فخ أن تصور الفئات المعنية نفسها كضحية، وألا يدمج التعاطف في التعامل مع حديثها "متذكرين أن الأسئلة الجيدة تمنح أجوبة جيدة، وبالتالي يمكن الاقتراب مهنيا من القصة الخبرية حول تلك الفئات".

كذلك على القصة الخبرية للصحافي أن تجيب عن الأسئلة الخمسة في الصحافة، والتي تضم الحدث مع المهنية في تحقيق تغطية لقضايا النوع الاجتماعي دون الإشارة للعنصر الإثني والعرقي، مع تحديد الهدف بشكل واضح، نزيه ودقيق ويعنى بالتوجه للمصادر الأساسية المعنية بالأمر، والتركيز على توخي الحذر من المعايير المزدوجة، وعدم تذكية النزاعات العرقية والطائفية.


إقرأ أيضاً: المغرب: الوزير تزوّج الوزيرة... والإعلام مشغول بتعدّد الزوجات

دلالات

المساهمون