الحوثيون يواصلون "انتقامهم" من الإعلام

27 فبراير 2015
تلفزيون بلقيس (فيسبوك)
+ الخط -

لم يتردد مسلح من جماعة أنصار الله (الحوثيين) في إطلاق عيار ناري باتجاه مصور تلفزيوني، كما ظل اثنا عشر مسلحاً آخرين يطاردونه في شوارع (صنعاء القديمة). كان ذلك تمهيد للكمات وضرب بأعقاب البنادق واحتجاز حتى منتصف الليل.

يوم الأربعاء الماضي، طارد مسلحون حوثيون حذيفة علي؛ وهو مصور في تلفزيون "بلقيس" المحلي، بعد تفريقهم تظاهرة مناوئة انطلقت من "باب اليمن" في مدينة صنعاء القديمة.

واعتدى مسلحو الجماعة التي باتت تسيطر على مقاليد السلطة في البلاد، على عشرات من المصورين والصحافيين وأي شخص يقوم بتصوير الاحتجاجات التي تشهدها مدن كثيرة، من بينها العاصمة صنعاء.

ولم يمر هذا الأسبوع بسلام على الصحافيين والمصورين في اليمن، ضمن "تصعيد" لم يشهده الإعلام اليمني، بدأ منذ اجتياح جماعة الحوثيين العاصمة صنعاء في الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقال حذيفة علي لـ "العربي الجديد": "طاردني اثنا عشر مسلحاً من الحوثيين، بعد تفريقهم للمظاهرة، وصادروا كاميرتي، وعندما حاولت الفرار منهم بعد إخفائي الذاكرة طاردوني في الشوارع والأزقة بواسطة سيارة، وأمسكوا بي بعد أن فتح أحد المسلحين النار باتجاه أقدامي".

وأضاف "تعرضت للضرب بهراوات وبأعقاب البنادق، أصبت بجروح في معظم أجزاء جسدي، أحدها غائر في ساقي، ولم يفرجوا عني وعن عدد من المتظاهرين إلا بعد إرغامنا على التوقيع على ورقة تلزمنا بامتناع إثارة الشغب".

[اقرأ أيضاً: جمال بنعمر والصحافة اليمنية: العلاقة معقدة]

وقال إن الكاميرا ما تزال بحوزة الحوثيين، وكان عدد من الحوثيين ينعتونا بالدواعش والتكفيريين أثناء فترة الاحتجاز.

وتعرض مصورون آخرون للاعتداء، فقد اعتدى مسلحون حوثيون خلال تفريق المظاهرة يوم الأربعاء على طاقم تلفزيون "بي بي سي"؛ الصحافي رأفت المعمري والمصور زين السقاف، ومصور شركة يمن ديجيتال للإعلام باسم المعمري، وصادروا كاميراتهم.

ودانت نقابة الصحافيين اليمنيين هذه الوقائع، وطالبت الجهات المعنية بسرعة التحقيق، وإعادة كاميرات المصورين، محملة جماعة الحوثيين كامل المسؤولية.

إلى ذلك، قال ناشطون إن مسلحين حوثيين اختطفوا طالباً في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، كان مشاركاً في تظاهرة مناوئة للجماعة في العاصمة.

وقال الناشطون إن الحوثيين اختطفوا نائف الناشري، وهو طالب في كلية الإعلام أثناء عودته من التظاهرة المسائية الرافضة للانقلاب الحوثي، وما يزال مصيره مجهولاً.

"احتلال" مستمر لمقر "أخبار اليوم"

ما يزال مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيين) يسيطرون على مقر مؤسسة الشموع التي تصدُر عنها صحيفة "أخبار اليوم"، بعد اقتحامها في الخامس من الشهر الجاري.

وقال أمين نقابة الصحافيين مروان دماج خلال فعالية تضامنية يوم السبت الماضي، إن جماعة الحوثي لم تعلن موقفاً واضحاً من حرية التعبير والتعددية السياسية والأحزاب والمواطنة المتساوية، مضيفاً "علينا أن ندافع عن المساحة المتبقية من الحريات العامة التي هي أساسية في أي عمل سياسي قادم".

وقال "على هذه الجماعة أن تخبرنا بأي حق وأي صفة تتصرف بأموال الناس وممتلكاتهم على هذا النحو، حتى في المجتمعات الديكتاتورية والأحزاب الشمولية كان هناك إطار واضح للتعامل مع الأموال العامة والخاصة ووفق وضع قانوني معين".

وأعلن دماج عن اعتصام دائم سيتم ترتيبه أمام مقر صحيفة أخبار اليوم، وقال إنه ليس أمام الصحافيين من خيار آخر سوى مقاومة المليشيات.

من جهته، قال نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق عبد الباري طاهر إن اليمنيين أمام لحظة مفصلية يُعتدى فيها على حرية الرأي والتعبير والحريات الصحافية والمؤسسات الإعلامية كالثورة وأخبار اليوم، داعياً إلى البدء بخطوات عملية برفع قضايا أمام المحاكم وبالاحتجاج وتفعيل هذا التضامن مع الحريات إلى مستويات أرفع ومستويات دولية.

وقف رواتب صحافيين واقتحام خيمة معتصمين

أوقفت جماعة الحوثيين رواتب ومستحقات مالية، لصحافيين مناهضين لها، من بينهم الناطق باسم الحكومة المستقيلة راجح بادي.

وقال بادي؛ وهو عضو في نقابة الصحافيين، يوم الأربعاء، إن الحوثيين أوقفوا راتبه، وكذلك الصحافي أحمد الزرقة وعدد من الصحافيين الذين عرفوا بمعارضتهم لأسلوب الجماعة.

ودعت نقابة الصحافيين جماعة الحوثيين إلى مراجعة تصرفاتها العدائية والانتقامية تجاه الصحافيين داخل مؤسسات الدولة، ودانت بشدة هذا الإجراء العقابي الذي قام به الشخص المعين للقيام بمهام الأمين العام لمجلس الوزراء من قبل الجماعة.

[اقرأ أيضاً: الحوثيون: 20 انتهاكاً ضد الصحافيين في 10 أيام]

وأكدت في بيان لها يوم الأربعاء رفضها الأساليب العقابية والانتقامية التي تنتهجها الجماعة الحوثية تجاه المختلفين معها في الرأي والتعبير.

وجددت النقابة مطالبتها بالكفّ عن إرهاب الصحافيين والإعلاميين وقمعهم وإيذائهم بمصدر رزقهم في المؤسسات الحكومية.

من جانب آخر، اقتحم مسلحون حوثيون يوم الخميس، خيمة معتصمين أمام مقرّ صحيفة أخبار اليوم في العاصمة صنعاء.

ونصب ناشطون وصحافيون خيمة أمام مقر الصحيفة، وقرروا المكوث في هذا المكان في تصعيد لإخلاء مقر الصحيفة من المسلحين الحوثيين، إلا أنها تعرضت للاقتحام، واعتدى الحوثيون على المعتصمين وقاموا بمصادرتها.

وأعربت نقابة الصحافيين عن إدانتها لهذه الواقعة، وجددت مطالبتها للجماعة بالكفّ عن انتهاكاتها وسرعة إخلاء المقر، مؤكدة حق الاعتصام والتعبير عن الرأي.

المساهمون