"الحوار التونسي" الأكثر نقداً والأكثر مشاهدة

"الحوار التونسي" الأكثر نقداً والأكثر مشاهدة

26 نوفمبر 2015
(GETTY)
+ الخط -
يبدو أن تلفزيون "الحوار التونسي" الخاص يشكل ظاهرة فريدة في تونس وربما في العالم العربي. فهذه المحطة التلفزيونية لمالكها الإعلامي سامي الفهري تحقق أعلى نسب مشاهدة في تونس وهو ما جعلها تحتكر أغلب الإعلانات التجارية التي تدر عليها أرباحاً مالية هامة، كما أنها تقدم برنامج ألعاب يومي عنوانه "دليلك ملك" يؤمّن لها مداخيل يومية تناهز 600 ألف دولار أميركي من الإعلانات التجارية وثمن الرسائل القصيرة التي تصل في بعض الأحيان إلى المليون، من أجل المشاركة في هذا البرنامج المقدّرة جوائزه المالية بـ500 ألف دولار أميركي، وفق ما صرحت به مصادر من داخل القناة فضّلت عدم الكشف عن اسمها.

لكن تلفزيون "الحوار التونسي" رغم تحقيقه لنسب مشاهدة عالية فهو يتعرّض إلى حملات نقد في المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي في تونس وذلك بسبب نوعية البرامج التي يقدمها والتي ترتكز على جانب الإثارة والبحث عن السبق مهما كلّف الأمر. هذا الأمر بدا في الحلقة الأخيرة من برنامج "لمن يجرؤ فقط" الذي يقدمه الإعلامي سمير الوافي والذي استضاف فيه والدة الطفل الذي قتله إرهابيون، فاعتبر بعض الإعلاميين أن ما قامت به "الحوار التونسي" هو نوع من إثارة العواطف والمتاجرة بآلام الناس، حيث رأى الإعلامي التونسي خليفة شوشان في الأمر "متاجرة رخيصة بآلام المستضعفين والفقراء بجلب أمّ الشهيد مبروك السلطاني إلى سيرك إعلامي أسبوعي تذرف فيه دموع التماسيح على الشهيد وتبيض فيه وجوه مرّغت البلاد في وحل الحقد والمديونيّة والفساد"، ودعا الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) إلى وقف هذا البرنامج. موقف الإعلامي خليفة شوشان لم يكن بعيدا عن موقف نقيب الفنانين التونسيين مقداد السهيلي الذي انسحب من برنامج "حديث الناس" الذي يبث ليل كل أربعاء على "الحوار التونسي"، واصفًا القناة بأنها غير محترمة وتعمد إلى إهانة ضيوفها حتى تحقق نسب مشاهدة عالية.

تلفزيون "الحوار التونسي" يُتّهم أيضاً من قبل العديدين بأنه تلفزيون يتعمّد، وخصوصاً في برنامج "لاباس" الذي يبث ليل كل سبت، "دعوة ضيفات بلباس خليع حتى يحقق نسب مشاهدة مرتفعة". وكانت استضافة الفنانة نجلاء، صاحبة كليب الحصان الشهير، في حلقته الأخيرة وهي ترتدي ملابس مكشوفة، أثارت الكثير من التعليقات في مواقع التواصل، لكن الغضب ارتفعت حدته عندما تمّ عرض شعار رابعة في برنامج "اليوم الثامن" مشوَّهاً ويرمز إلى حركة لا أخلاقية.

هذه البرامج يضاف إليها برنامج "عندي ما نقلك"، وهو برنامج اعترافات، جعلت القناة تحتكر نسب المشاهدة وسوق الإعلانات رغم ما يثار حولها من تعاليق سلبية، لكنها تشكل ظاهرة غريبة من نوعها يرجعها الدكتور نور الدين الحاج محمود، المختص في الإعلام، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى "الرغبة في تحقيق مرابيح كبيرة من خلال رفع نسب المشاهدة حتى لو كان ما تقدمه يتعارض والإطار السوسيوثقافي الذي تتوجه إليه وذلك بمخاطبة الغرائز بدل العقول، وهو اختيار ناجح تجاريا إلى حدّ الآن رغم كل التعاليق السلبية التي تصاحبه".

يذكر أن تلفزيون "الحوار التونسي" يعتمد في برامجه على نوعية من البرامج العالمية التي تبث في القنوات الفرنسية تتم تونستها مع المحافظة على الديكور نفسه والفكرة نفسها لكن بوجوه تونسية.


اقرأ أيضاً: اعتداءات على صحافيين إثر العملية الإرهابية في تونس

دلالات

المساهمون