"تيليغرام" منصة "داعش" الأحدث

"تيليغرام" منصة "داعش" الأحدث

27 أكتوبر 2015
يتنقل التنظيم بين منصة وأخرى (Getty)
+ الخط -
يستخدم تطبيق "تيليغرام" بحسب آخر إحصائية حوالي 60 مليون شخص حول العالم. وتعد الدرجة العالية من الحماية التي "يَعِد" بها التطبيق مستخدميه، السمة الأبرز التي جعلتهم يفضلونه على "واتساب" أو "لاين" مع أن كل هذه التطبيقات تمنح مستخدميها خدمات متقاربة نسبيًا.

تم تأسيس تطبيق تيليغرام من قبل الأخوين الروسيين نيكولا ديروف و بافيل ديروف. يعتمد التطبيق على السرية، ويمكن لمستخدمي هذا التطبيق متعدد المنصات تبادل الرسائل والصور والفيديوهات والملفات، مع إمكانية تشفير المحادثات كافة، وإبقاء أخرى سرية مع تشفير أعلى. هذا بالإضافة إلى التحكم الذاتي في مصير المحادثات السرية، حيث يستطيع أحد أطراف المحادثة حذفها تمامًا، حتى من جهاز الطرف المستقبل. بالإضافة إلى إتاحة التطبيق مؤخرًا لإمكانية فتح قنوات عامة، بحيث يستخدم كمنصة إعلامية تخاطب جماهير يسجلون باستخدام أسماء وهمية أحيانًا توثق عبر أرقام هواتف.

هذه الميزة أتاحت أيضًا لأصحاب المشاريع فرصة أكبر للتواصل مع أكبر عدد من الأفراد من أجل تسويق منتجاتهم أو الإعلان عنها. كما أنشئت القنوات المختصة بالجانب القانوني والقواعد الشرعية، وأخرى حقوقية وإخبارية ورياضية وأدبية، يقف وراءها أشخاص معروفون في المجتمع، ويقومون بالترويج لها من خلال حساباتهم الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، كتويتر وفيسبوك.

لكن من جهة أخرى، أدت هذه المزايا إلى استخدام التطبيق من قبل فريق "داعش" الإعلامي.
حيث لجأ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى التطبيق، لاعتقادهم بأنه مكان آمن لبث ونشر أفكارهم ونشاطاتهم، والتواصل مع جماهيرهم خارج مناطق النزاع. حتى بلغ عدد المنضمين إلى إحدى قنوات داعش ما تجاوز 4500 حساب، بحسب مصادر مطلعة.

اقرأ أيضاً: 10 علامات تُعرّفك إلى المغرّد الداعشي

مؤسس التطبيق اعترف في تصريحات صحافية مؤخرا باستخدام داعش للتطبيق "حفاظًا على الخصوصية"، على حد تعبيره. وقد أضاف شارحا وجهة نظره من استخدام التطبيق من قبل التنظيم الإرهابي "الخصوصية في نهاية المطاف هي أكثر أهمية من خوفنا من حدوث أمور سيئة في حياتنا. إذا نظرتم إلى داعش... نعم هناك حرب في الشرق الأوسط. وفي نهاية الأمر سيجد داعش وسيلة للتواصل مع خلاياه، وإن لم يجد منتسبوه أي وسيلة تشعرهم بالأمان فسيعثرون على وسيلة أخرى. ليس علينا الشعور بالذنب حيال ذلك، وما زلنا نقوم بما نراه صائبا، ألا وهو حماية خصوصية مستخدمينا".

وفي معرض تعليقة على استغلال تنظيم "داعش" لمثل هذه القنوات وتمكّنه من وسائل التواصل بشكل عام، يعلق د. عبد الله الطويرقي، المتخصص في الإعلام، لـ"العربي الجديد" قائلاً: "نحن أمام تنظيم طليعي يعرف كيف يصل لجمهوره ليكسب العقول والقلوب، وهذا ما كانت تفعله وكالة سحاب مع تنظيم القاعدة وإن كانت نشاطاته لا تقارن بنشاطات داعش، بسبب كون مواد "وكالة سحاب" صوتية ولا تكشف عن قيادات التنظيم وعملياته".

ويؤكد الطويرقي أن الإغلاق والمنع والحجب ليس علاجا، ويرى أن الحل لمكافحة ونسف أطروحات وحجج ومسوغات داعش هو بأن يكون لدينا فرق مفكرة من كافة التخصصات وكوادر تجيد متابعة ومداخلة تلك الطروحات بشكل يقزم من تأثيراتها. ويضيف: "الحقيقة نحن غير جاهزين لحروب إلكترونية كهذه، والاعتماد على المقاومة الأمنية لا يكفي. وتجنيد طاقاتنا لمكافحة التطرف والتنظيمات الدموية أولوية يجب ألّا نسقطها من حساباتنا".


اقرأ أيضاً: 530 مليون تغريدة عربية شهرياً على "تويتر"

المساهمون