جون ستيوارت: هذا ما يحصل في غزة

جون ستيوارت: هذا ما يحصل في غزة

16 يوليو 2014
(جون بارا/GETTY)
+ الخط -
وحده جون ستيورات يستطيع فعلها: جعلنا نبتسم، ونحن نشاهد مأساتنا الممتدة للأسبوع الثاني في غزة. بعد التغطية الغربية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي منذ انطلاق العدوان على غزة، عاد جون ستيوارت من عطلته. وفي دقيقتين، فقط، تمكّن من كشف حقيقة ما يجري في غزة، وغياب توازن القوى، والفرق بين القصف الإسرائيلي على غزة، والصواريخ التي تطلقها حركة "حماس" على الأراضي المحتلة منذ عام 1948.

ما نراه نحن بديهياً، ويتجاهله الإعلام الغربي، رآه ستيوارت. أوقف الصورة، وشرحها، ساخراً، طبعاً، لكن بمضمون جديّ، جديّ جداً. صورة مراسلَي nbc في غزة، وفي تل أبيب، كانت كافية بالنسبة له لكشف ما يحصل: "المراسل في غزة يبدو كممثل في فيلم the hurt locker ـ في إشارة إلى السترة الواقية التي كان يلبسها ـ فيما المراسل في تل أبيب يبدو كأنه سينتهي من رسالته المباشرة ويذهب إلى حفلة غنائية للمغني جيمي بافيت". وقبلها قارن ستيوارت بين التطبيق الإسرائيلي على الهواتف الذكية والذي يسمح بإنذار السكان من إمكانية سقوط صاروخ، فيما تطلق إسرائيل النار على المنازل قبل قصفها، لإنذار سكانها.

لكن لم يكد ينهي جون ستيوارت هذه الفقرة من برنامجه the daily show، حتى انهالت الانتقادات عليه، تحديداً في الصحافة الإسرائيلية. فكتبت أليسون كابلان سومر في "هآرتس" مقالة تنتقد ستيوارت، وقالت:"الطريقة الوحيدة كي تكسب إسرائيل معركة العلاقات العامة والصورة، هي أن يسقط ضحايا إسرائيليون في هذه الحرب". وأضافت: "كل ما تستطيع إسرائيل فعله الآن، هو أن تستريح، ففي وقت صورتُها في العالم تنزف، مواطنوها لا ينزفون".

أما دايفيد هوروفيتز من the times of israel، فبدا ممتعضاً من الحلقة، محاولاً في مقالته، تكرار عبارة "إسرائيل تدافع عن نفسها في وجه إرهابيي حماس" وأن "جحيم غزة سببه حماس".

لكن في المقابل رحّب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بحلقة ستيوارت، "وأخيراً جاء من يفهم حقيقة ما يجري" كتبوا. أما باسم يوسف، الملقّب بجون ستيوارت العرب، فغرّد قائلاً إنها ليست المرة الأولى التي يعبّر الإعلامي الأميركي عن مواقف مشابهة. وأعاد نشر فيديوهات لستيوارت وهو ينتقد "رُهاب الإسلام"، ثم وهو ينتقد زيارة بوش لإسرائيل.

اليوم يحلو لنا أن نقول: جون ستيوارت إلى جانبنا. نشارك الفيديو على صفحاتنا، ونرفقه بوسم "#غزة_تحت_القصف"... جون ستيوارت أضحكنا. لدقيقتين، أخرجنا من جحيم الدماء، والأشلاء، والأمهات النائحات... جون ستيوارت أضحكنا، هو لا شكّ إلى جانبنا... هكذا نردّد منذ يوم أمس.

المساهمون