الفضائيات الجزائرية... كاميرات خفية وعنف مُعلن

الفضائيات الجزائرية... كاميرات خفية وعنف مُعلن

23 مايو 2018
للكاميرا الخفية توحي غالبا بمشاهد مخيفة(ماديسون كيتنغ/Getty)
+ الخط -
لم يكن من الصّعب على المشاهد الجزائري ملاحظة الضعف والتشابه اللذين سقطت فيهما البرامج والمسلسلات على القنوات التلفزيونية الجزائرية، في الأيام الأولى من شهر رمضان، وعبّر عن ذلك في آراء معلنة وفي تعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي .

ومن بين تلك البرامج التي حظيت بكثير من التعليقات النقدية، كانت أعمال الكاميرا الخفية التي تحوز حصة الأسد على الشبكات البرامجية. على سبيل المثال، هناك ثمانية برامج على قناة النهار، وستة برامج على قنوات الشروق، وبرنامجان على قناة البلاد، ومثلهما على قناة نيوميديا، لتثير الجدل على الشاشات الرمضان الجزائرية بسبب إقحام العنف الجسدي واللفظي فيها، والكلمات السوقية أحياناً، والتحريض العلني على العنف ضد المرأة، معتمدة إيقاع فنانين أو مواطنين بسطاء لا يحبذون الظهور في فخ يغلب عليه العنف والعراك والصراخ، بحركات بعيدة كل البعد عن معنى الترفيه. يُضاف إلى ذلك، ملاحظة تكرار بعض الفنانين الضيوف في معظم القنوات، كما جرى مع الشابة دليلة التي حضرت ببرامج خفية لعدة قنوات. وللكاميرا الخفية هذا العام عناوين عديدة احتلت الشاشات، يوحي أغلبها بمشاهد مخيفة، مثل "رد بالك" و"الحبس" و"رانا حكمناك" و"دار التكسار"، و"الحبس". ففي برنامج "ردوا بالكم"، الذي يعتمد على فكرة جلب زوجين إلى البلاتو، لتفاجأ الزوجة بأن زوجها على علاقة بامرأة أخرى، وأنه تزوج بها عرفياً، ويجب أن يصحّح الوضع ويتزوجها رسمياً. تفقد الزوجة أعصابها، وتهجم على زوجها وتضربه، ويمضي البرنامج بعد ذلك معظم وقته (15 دقيقة) بالصراخ والشتائم. وكما في برنامج الكاميرا الخفية "الحبس"؛ حيث يتم إدخال ملكة جمال القارات ابتسام طاهري إلى غرفة شبيهة بالحبس، مع صراخ مستضيفها الذي يقول إنه لا يستطيع الجلوس في غرفة مظلمة ومغلقة لأن جنية على هيئة امرأة سوداء تأتيه كلّما كان وحيداً، لتصاب طاهري بهستيريا ورعب وتدخل بحالة من البكاء، وذلك تزامناً مع خروج امرأة ترتدي اللّون الأسود في الظلمة التي تحيط بها.

ومن الأمثلة الأخرى، برنامج الكاميرا الخفية "علاش تحلف"؛ إذ يقوم توأم داخل مركز تجاري بالإيقاع بأحد الزبائن، ليجد الزبون نفسه متهماً بكسر شيء ما أو سرقة سلعة أو عدم دفع ثمن سلعة أخرى، ويفشل الزبون بالدفاع عن نفسه وتبرئة ذمته، أمام إصرار الجميع أنه المذنب. رغم التحذير الذي وجّهته سلطة ضبط السمعي البصري، في شهر رمضان الماضي، إلى القنوات التلفزيونية الخاصة، على احترام حق مشاعر المواطن الجزائري وعدم إشراكه في برامج ترفيهية لا يحبذ الظهور فيها.
عموماً، في ما يخص برامج الكاميرا الخفية، وازدحامها على الشاشات الجزائرية، بل وعلى شاشات الفضائيات العربية عموماً؛ ربما يطرح كثيرون سؤالاً "أخلاقياً" حول بعض هذه البرامج، التي فعلياً تستثمر في خوف الآخرين من أجل إضحاك الجمهور. هل يبدو هذا مُضحكاً، فعلاً؟ أكثر البرامج إثارة للجدل هو ذاك الذي يقدمه الممثل المصري رامز سنوياً، ويأتي هذه المرة بعنوان "رامز تحت الصفر"، بسبب الخوف والمواقف المرعبة التي يضع فيها ضيوفه. من جهة أُخرى، يدور حديث أيضاً عن أن كثيراً من ضيوف جلال يجيئون إلى برنامجه بعد اتفاق معه، مُتقاضين أجراً مقابل ظهورهم في هذه "التمثيلية".

المساهمون