الزي الفلسطيني... هوية

27 يوليو 2015
متمسكون بزيهم (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
أحيا الفلسطينيون يوم الزي الفلسطيني في الضفة الغربية، يوم السبت الماضي. ورغم انقضاء المناسبة، يبدو أن العمل سيبدأ لتكريس هذا اليوم كفعالية تتكرر كل عام، بعدما أطلقتها الناشطتان الفلسطينيتان لنا حجازي من سكان رام الله وسط الضفة الغربية، ومي اللي من سكان غزة.

وجاءت فكرة المبادرة كرسالة تحدٍ بالحفاظ على التراث الفلسطيني، بعدما انتشر أخيرا ارتداء عارضات أزياء إسرائيليات للثوب الفلسطيني على أنه إسرائيلي في محاولة لطمس الحقيقة، فيما يأمل النشطاء تشجيع الزي واقتنائه ولبسه حتى لا تنساه الأجيال.

68 عامًا مرت على النكبة، إلا أن بعض فئات المجتمع الفلسطيني ما زالت ترتديه وخاصة في مناطق الأرياف وفي المناسبات الاجتماعية، إذ إن الهدف من المبادرة كما تقول حجازي لـ"العربي الجديد" هو "تشجيع الفئات التي تكاسلت وابتعدت عن هذا اللباس".
وترى حجازي أن الزي الفلسطيني قد ينجح ويعود في الحياة اليومية وخاصة اللباس النسائي، لتطور أفكار إنتاجه وتصميمه، من دون البعد عن حقيقته وهويته الأصلية.

وترى الشابة رانيا جلايطة أن مشاركتها بهذه الفعالية جاءت تأكيدًا على الحفاظ على هذا الزي كتراث لا بد من الافتخار به، في ما يرتدي شادي عواجنة لباس رجال فلسطين القديم، مشجعًا في حديثه لـ"العربي الجديد" على ارتداء هذا اللباس، وخاصة في المناسبات، لكنه يدرك أن اللباس قد لا يستطيع ارتداءه في الحياة اليومية نظرًا لتغير ثقافة المجتمع، بينما قد ينجح لباس النساء الفلسطينيات بالعودة دون لبس الرجال.

اقرأ أيضاً: التذكارات الفلسطينية: سلاح اللاجئين في وجه النسيان

ويتكون لباس الرجل الفلسطيني من الكوفية (حطة) وكفية (عمامة) وسروال (بنطال) وقمباز (قميص فلسطيني طويل لغاية الأقدام)، ويشد الوسط بقطعة قماش عريضة تسمى (شملة).
نسرين فخيذة تعمل ببيع المطرزات في مدينة رام الله، تؤكد لـ "العربي الجديد" أن هذا اللباس ما زال الأمل بعودته قائمًا، وخاصة بين طالبات الجامعات اللواتي يحاولن اقتناء ما هو تراثي وليس فقط الثوب الفلسطيني.

ما تراه نسرين من نجاح عودة الثوب الفلسطيني أكدته الحاجة ياسمين وراد (64 عامًا) من سكان قرية بيتين شرقي رام الله، والتي جاءت إلى الفعالية هي الأخرى مرتدية ثوبها الفلسطيني، الذي ما زالت ترتديه منذ 40 عامًا، وتحرص على لبسه في منزلها أمام الضيوف، كما تقول لـ"العربي الجديد".

ثوب المرأة الفلسطيني يشكل هوية لكل من ترتديه ومكان سكنها، حيث كانت المرأة الفلسطينية تطرز ثوبها بحسب البيئة والمعتقدات في تلك البلد أو المدينة، بينما يرتدي رجال فلسطين لباسًا موحدًا يختلف في السروال، إذ يرتدي رجال شمالي فلسطين السروال الأسود لقربهم من سورية ولبنان ورجال جنوبي فلسطين السروال الأبيض، كما توضح مديرة مركز التراث الفلسطيني في بيت لحم مها السقا لـ"العربي الجديد".

وتؤكد السقا أن الزي الفلسطيني بشكله الحالي عرف منذ آلاف السنين، في زمن الكنعانيين، واشتهر حتى قبل حدوث النكبة الفلسطينية واحتلال فلسطين في عام 1948، إلى أن تغيرت تركيبة السكان بعد حدوث اللجوء والمصاهرات وتطور الحياة.

اقرأ أيضاً: لفلسطين فولكلورها: فرقة الفنون الشعبية
المساهمون