5 مسلسلات مصرية ناجحة... مقتبسة من أعمال أدبية

5 مسلسلات مصرية ناجحة... مقتبسة من أعمال أدبية

18 يونيو 2016
ليلى علوي (فيسبوك)
+ الخط -
يطرح النجاح الذي يحققه مسلسل "أفراح القبة" حالياً، وهو المقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للأديب نجيب محفوظ، الباب للحديث عن اقتباس التلفزيون من الأدب، والقيمة والثقل اللذين تمنحهما الروايات للأعمال المقتبسة عنها.
في هذا الموضوع نتحدث عن 5 مسلسلات عظيمة مقتبسة عن روايات وأعمال أدبية لرموز في تاريخ الثقافة المصرية:

الزيني بركات (1995)
عن رواية لجمال الغيطاني بنفس الاسم
بطولة: أحمد بدير ونبيل الحلفاوي
إخراج: يحيى العلمي

دائماً ما كان الكاتب جمال الغيطاني مهتماً باللغة وألاعيبها أكثر من اهتمامه بالحدث ذاته. في روايته الزيني بركات كانت المرة الأهم التي وازى فيها جمال اللغة وفيض الأدب أحداثاً وشخصيات ممتلئة، وكانت النتيجة أنها اقتبست لاحقاً في واحد من أفضل المسلسلات المصرية خلال التسعينيات.
قصة سياسية تلتقط فترة من عصر المماليك، حين تم تعيين الزيني بركات ليتولى إدارة الأمور خلفاً لحاكم ظالم، ومع انتظار الناس للرخاء والعدل، يصبح "الزيني" نفسه وسيلة لقمعهم بحسابات وعلاقات سياسية معقدة. مسلسل ناضج ومهم فعلاً، من أجود الأعمال التي قدمت في عصور تاريخية، مع أفضل أداء في مسيرة بطليه أحمد بدير ونبيل الحلفاوي.


خالتي صفية والدير (1996)
عن رواية لبهاء طاهر تحمل نفس الاسم
بطولة: بوسي وممدوح عبد العليم
إخراج: إسماعيل عبد الحافظ

في عام 1994 حققت رواية بهاء طاهر القصيرة "خالتي صفية والدير" نجاحاً أدبياً عظيماً، ما دفع المخرج إسماعيل عبد الحافظ للحماس نحو اقتباسها في مسلسل قصير -في وقت لم يكن متاحاً أن يكون المسلسل 30 حلقة!-. يلتقط المسلسل علاقة طويلة بين "صفية وحربي"، بدءاً من حبهما منذ أن كانا أطفالاً، مروراً بزواج صفية من خاله القنصل الغني، والخلافات التي تدب بين الجميع وتدفع "حربي" لقتل "القنصل"، لتتحول علاقته مع صفية إلى رغبة عنيفة في الانتقام مع الكثير من الحب الذي لم ينتهِ. وعلى الرغم من بعض عيوب المسلسل الأدائية مثلاً.. إلا أنه عمل مختلف عن التلفزيون في مصر، وتمنحه الرواية المقتبس عنها الكثير من التميز.


حديث الصباح والمساء
مقتبس عن رواية لنجيب محفوظ تحمل نفس الاسم
بطولة: ليلى علوي وعبلة كامل
إخراج: أحمد صقر

في بداية الألفية، كان هناك سؤال ضخم حول الكيفية التي سيقتبس بها محسن زايد "رواية نجيب محفوظ الأصعب على الإطلاق؟"، حيث تعتمد الرواية على عشرات الفصول، كل فصل باسم شخصية يُكتب عنها صفحتان أو ثلاث، بدون تتابع زمني أو ربط أحداث ببعضها، الرابط الوحيد أنهم منتمون لنفس شجرة العائلة، لينتقل "محفوظ" بين الأجداد والأحفاد والآباء. السيناريست محسن زايد يصنع منجزاً عظيماً في اقتباسه هذا، حيث يمسك كل شخصيات الرواية وأحداثها بوعي ومجهود لينتج رؤية بانورامية متماسكة لفاصل طويل من تاريخ مصر، وحكايات لا تنتهي عن الميلاد والممات وتغيرات البشر وعلاقاتهم، في عمل ملحمي وقيم جداً لا يفقد قيمته مع الزمن.



ذات (2013)
مقتبس عن رواية لصنع الله إبراهيم بنفس الاسم
إخراج: كاملة أبو ذكري
بطولة: نيللي كريم وباسم سمرة

تعتبر روايات الكاتب صنع الله إبراهيم من أصعب الأعمال من ناحية الاقتباس، لأنه يعتمد على "الرواية" كوسيلة للتتبع الاجتماعي والسياسي، أكثر من كونها "حكاية" أو "شخصيات" أو "حدثاً". في روايته "ذات" مثلاً تكون نصف الصفحات مخصصة لأخبار مقتطعة من قصاصات الجرائد، لصنع البيئة العامة المناسبة لحكاية ترصد بالأساس تغيرات أسر الطبقة المتوسطة في مصر، بهجاء وسخرية اجتماعية.

في المسلسل، تعد مريم نعوم الرواية بذكاء شديد، تنفض عن الحكاية أبعادها السياسية المباشرة، وهجاءها الساخر، وتتعامل مع الشخصيات –تحديداً ذات- بالكثير من المحبة، لتصبح الرحلة الممتدة في حياة أسرة مصرية من ثورة 1952 حتى ثورة يناير هي بانوراما عامة بقدر ما هي حكايات شخصية جداً لأبطالها وآمالهم وطموحاتهم، وتكون النتيجة واحداً من أفضل مسلسلات السنوات الأخيرة.


موجة حارة (2013)
مقتبس عن رواية "منخفض الهند الموسمي" للكاتب أسامة أنور عكاشة
بطولة: إياد نصار ورانيا يوسف ومعالي زايد
إخراج: محمد ياسين

للسيناريست التلفزيوني العظيم أسامة أنور عكاشة روايتان فقط، إحداهما هي "منخفض الهند الموسمي" التي كتبها في بداية الألفية ولم تنل الكثير من النجاح، حتى التقطتها مريم نعوم مع ورشة كتابتها، لتعيد فيه اسم "أنور عكاشة" لتترات المسلسلات من جديد حتى بعد وفاته، وبمسلسل لا يقل في شيء عن أعماله الكلاسيكية العظيمة.

الفارق بين هذا العمل وبقية القائمة أن الأربع مسلسلات الأخرى مقتبسة أصلاً عن روايات قوية ومقدرة جداً، ولكن رواية "منخفض الهند الموسمي" كانت محدودة القيمة جداً، وبفضل خريطة العلاقات والشخصيات التي أحيتها "نعوم" وورشتها أصبح المسلسل نابضاً جداً بالحياة. الكثير من الشخصيات التي أصبح لها أدوار رئيسية ذكرت في الرواية أصلاً بجمل عابرة، والكثير من التفاصيل التي أضيفت منحت الشخصيات الرئيسية وعلاقاتها قيمة وروحاً. لتصبح النتيجة شيئاً للذكرى، خصوصاً مع إخراج ممتاز من محمد ياسين، وأفضل أداءات في مسيرة بعض أبطاله وعلى رأسهم معالي زايد وعايدة عبد العزيز – كأمهات لا يمكن نسيانهن ــ وإياد نصار وسيد رجب كأعداء كلاسيكيين بالصورة العكاشية ينتصر أحدهما على الآخر كل حين.

المساهمون