عراقيون ينتقدون نصب "المرأة السومرية"

عراقيون ينتقدون نصب "المرأة السومرية"

25 سبتمبر 2019
وصِف النصب بـ"المهين للمرأة العراقية" (فيسبوك)
+ الخط -
ما أن أزيح الستار عن نصب "المرأة السومرية" في مدينة ذي قار، جنوب العراق، أول من أمس، حتى انهالت ردود فعل العراقيين ساخرة وغاضبة، واصفة النصب بـ"المهين للمرأة العراقية"، وتردّي المستوى الإبداعي لدى النحّاتين في البلاد.

وظهرت في الصور التي تداولتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، امرأة ترتدي الزي المعروف لدى نساء جنوب العراق، وهي العباءة النسائية العراقية و"الشيلة"، وتحمل فانوساً حديدياً.

وأنجز النصب الفنان سلمان هاشم، إلا أنه لم يكن بالمستوى الفني الذي يتناسب مع عطاء المعرفة العراقية، وذلك بحسب عراقيين عبّروا عن آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي.



ولعلَّ أكثر ما أثار من انتقدوا النصب، هو أنَّ إزالة الستار عن النصب كانت بحضور نخبويٍّ من فناني ذي قار، وبرعاية من وزارة الثقافة التي أعلنت عن الحدث عبر صفحتها الخاصّة على موقع "فيسبوك"، ثم سارعت إلى حذف المنشور الذي تضمن الحدث، عقب الاستهزاء والنقد الكبيرين من قبل الناس.

وبحسب مدير البيت الثقافي بمدينة ذي قار، وهي دائرة فرعية تتبع لوزارة الثقافة العراقية، أحمد المشرفاوي، فإن "العمل الفني والإبداعي يُجسد المرأة السومرية والريفية التي توقد الفانوس"، مبيناً في الموقع الرسمي لوزارة الثقافة أن "العمل جاء لتسليط الضوء على المرأة التي عانت من الظروف الصعبة، وتهميش دورها في الحياة منذ زمن العصور القديمة".



ووصف الفنان العراقي وميض المشهداني، لـ"العربي الجديد"، العمل بأنّه "معيب وغير لائق". وأضاف: "من غير المنطقي أن يمثل هذا العمل البدائي بفكرته وطريقة نحته، المرأة العراقية المعروفة بصبرها وتحملها للمصائب"، مشيراً إلى أن "وزارة الثقافة كان عليها أن تمنع هذا النصب من الظهور وليس مباركته. وكأن بلادنا الغزيرة بالعقول الفنية، عجزت عن بناء نصب يكون جديراً باحترام المرأة ومكانتها المحترمة في العراق".

وفي هذا السياق، قال مسؤولٌ من وزارة الثقافة العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "الوزارة تستغرب الهجمة التي أعقبت الاحتفال بنصب (المرأة السومرية)، لأنّه عملٌ مهم، وجاء بمبادرة شخصيّة وبجهود ذاتية من الفنان سلمان هاشم، الذي أحبَّ أن يقدّم هدية لمحافظته"، موضحاً أنّ "الوزارة تعرف جيداً أن العمل النحتي الذي قدمه الفنان هاشم ليس بالمستوى المطلوب، ولكن الوزارة رحبت به كونه يُعتبَر نشاطاً فردياً لا أكثر".



تصوير المرأة ضعيفة ومكسورة

وفي هذا السياق، رأت الصحافية العراقية ريم عادل، أن "النصب يمثل إهانة للنساء عموماً وللعراقيات خصوصاً، ولا نعلم ما السبب الذي يدفع الكثير من الفنانين لتصوير المرأة ضعيفة ومكسورة عبر أعمالهم الفنية. وكأن على المرأة أن تبقى بهذه الصورة الضعيفة، بالرغم من انفتاحنا على العالم، وصار بإمكان الكثير من النساء التوفيق بين الدراسة والعمل، إلا أن نظرة القهر والضعف لا تزالُ تُرافق صورة المرأة العراقية في ذهن الفنان"، مبينةً لـ"العربي الجديد"، أن "هناك العديد من الفنانين الذين استطاعوا إنصاف المرأة وإظهارها بصورة لائقة، ولكن يصرُّ بعض الفنانين على استخدام المرأة وسيلة لإبراز أسمائهم بهذه الطريقة المخزية، كي يصبحوا حديث الشارع العراقي".

المساهمون