جانب مشرق للعادات السيئة:من الشتائم إلى التأخر في المواعيد

جانب مشرق للعادات السيئة:من الشتائم إلى التأخر في المواعيد

21 مارس 2016
مضغ العلكة ينشط مركز الشبع في الدماغ (getty)
+ الخط -

يتكرر قيامنا يوميًا بعادات سيئة أو مكروهة أو حتى مضرة بصحتنا، فنعد أنفسنا كلّ مرة بإيقافها أوتخفيفها، ومنها ما تعودنا عليه فصارت روتين حياتنا. وغالبًا ما ينزعج الآخرون من العادات السيئة، مما يدفعنا إلى إيجاد تبريرات لها إن فشلنا بتغييرها.

إن كنت تواجه مواقف مماثلة، سيسرّك التعرّف إلى الوجه المشرق لبعض تلك العادات، والذي خَلُصت إليه الدراسات والنظريات العلمية.


1- التأخر الدائم 

من آداب اللقاء الحضور في الأوقات المحددة، وخاصة في مقابلات العمل، والالتزام بالمواعيد النهائية لتسليم المشاريع أو الأوراق أو الدفعات يظهر احترام المهنية. لكن هناك أفراد يُعرفون بتأخّرهم عن جميع مواعيدهم ولقاءاتهم، ليس لأنهم يعتبرون وقتهم أهم من وقت غيرهم كما يتبادر إلى ذهننا أولًا، بل يعود ذلك إلى تفاؤلهم المرتفع تجاه الوقت وزيادة القدرات الإبداعية لديهم.

فالشخص الذي من عاداته التأخر الدائم يعتقد أنّ بإمكانه تحقيق العديد من المهام في وقت محدود، لذا يجمع بين تنفيذ عدد منها في الوقت نفسه. غالبًا ما يتخصص هؤلاء الأشخاص في المجالات الإبداعية، فيمتهنون الكتابة أو التمثيل أو الرسم على سبيل المثال.

2- السباب
يؤمن الكثيرون أن التفوه بالكلمات "البذيئة" يسبّب رد فعل الناس فقط لأنها محرّمة، وشكّل ذلك حافزًا لدراسة السباب بشكل واسع. ومن نتائج الأبحاث حوله أنه يساعد في تخفيف إدراكنا للألم، أي أنه بشكل أو آخر يخفف من شعورنا بالألم، كما أنه عندما يأتي مع الغضب الشديد يسبّب سرعة الدورة الدموية وإطلاق الإندورفين، مما يحسّن حال الفرد بعد ذلك ويساعده على السيطرة على نفسه وضبط هدوئه.

3- أحلام اليقظة
هي ليست مضيعة للوقت كما نظن، وليست آمالًا بعيدة أو أوهامًا بواقع مغاير. أثبتت الدراسات أن أحلام اليقظة تشغّل دماغ الإنسان ولا توقفه عن عمله، وهي تحسّن أداءه في المهام العقلية المعقدة، وتجعله أكثر ذكاءً وإبداعًا. كما أنها تلعب دورًا مهمًا في تعلّم الإنسان من أخطائه عندما يتذكّر أحداثًا سابقة ويضع لها نهايات بديلة، كما تدرّبه على مواجهة مواقف مختلفة عندما يتخيّل سيناريوهات جديدة، كما أن تأمله يريحه من الضغط والتوتر وبالتالي يحسّن صحته.

4- عدم الاستحمام يوميًا

يقول الباحثون أن ضرورة الاستحمام كلّ يوم لا تنشأ من أسباب علمية أو صحية، بل من المعايير الاجتماعية والحضارية التي وضعناها لنفسنا. فقد أثبت العلماء أن الاستحمام اليومي، وخاصةً بالمياه الساخنة، يضرّ بالإنسان أكثر مما يفيده، حيث يتخلص من البكتيريا المفيدة ويعرّض الجلد لحدوث الشقوق. ويؤكد اختصاصيو الأمراض الجلدية أن تعرض الأطفال للأوساخ والبكتيريا بشكل معتدل يساعد في تخفيف حساسية الجلد وقد يجنّبهم الأمراض الجلدية كالأكزيما.

5- الغضب 
الغضب، كما كان معتقدًا، هو أمرٌ سلبيّ بحت، لا يحمل أيًّا من النتائج الإيجابية. لكن على خلاف ذلك، فقد تبين، بحسب دراسة حديثة، أنه يدفع الدماغ إلى إفراز كمية أقل من هرمون الكورتيزول الذي يسبب مشاكل متعددة كالبدانة المفرطة وخسارة العظام وأمراض القلب. وطبعًا، الإفراط في الغضب يضر حياة الإنسان في أوجه متعددة، لكن كبته مضرّ أيضًا، والتنفيس عنه يحرّر المشاعر ويتخلّص من التوتر المصاحب له.

6- قلة الترتيب والنظافة المنزلية
ينصح الخبراء بإبقاء المنزل على مستوى نظافة معقول، لا السعي نحو الكمال دائمًا، لأن تطهير الغرف الدائم ليس صحيًا، بل على العكس. فإزالة جميع الجراثيم وخاصة غير الضارة منها يفسح المجال لسلالات أخرى مقاومة من البكتيريا والجراثيم، ما يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة. كما أن دراسة بريطانية أظهرت أن عدم ترتيب السرير بعض المرات يبعد المواد المسببة للحساسية الموجودة في المنزل أو في الأسرّة.

7- مضغ العلكة
هو فعل غير محبذ في آداب السلوك، خاصة في المناسبات الرسمية. لكنه يزيل التوتر، كما تبيّن أنه يحسّن ذاكرة الإنسان، لكن العلماء ما زالوا يدرسون كيف يتم ذلك. ومضغ العلكة يمكن أن يساعد على تخفيف الوزن، فقد قامت جامعة رود آيلاند في الولايات المتحدة الأميركية بدراسة أظهرت العلاقة بين مضغ العلكة والإحساس بالشبع من خلال التجارب، حيث إن فعل المضغ المتكرر ينشط مركز الشبع في الدماغ.

8- الموسيقى الصاخبة
يبدو أن التعرض للموسيقى على أصوات عالية تبدأ بـ90 ديسيبل (وحدة تعطي النسبة بين كميتين فيزيائيتين تصف القدرة أو الشدة)، ينشّط جزءًا من الأذن الداخلية لم تُعرَف وظيفته من قبل عند البشر، لكن تنشيطه بالموسيقى العالية يؤدي إلى إفراز هرمونات تحفّز الهدوء والتجاوب والسعادة.


اقرأ أيضاً: أوكرانيا تزيل آخر وأضخم تمثال لـ"لينين"

المساهمون