اسماعيل شريدي... فنّان يرسم فلسطين بريشته

22 ابريل 2018
يناضل شريدي في مجال الفن التشكيلي (العربي الجديد)
+ الخط -
على الرغم من أن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تعتبر خزاناً للمبدعين والمواهب، إلا أنهم لا يجدون من يرعاهم ويقدم لهم الدعم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها، وكذلك بسبب القوانين التي تفرض عليهم العديد من الصعوبات، سواءُ كان من ناحية العمل، أو حرية التنقل والحركة. 

قوانين ضاغطة
اسماعيل شريدي (24 عاماً)، فلسطيني من قرية الصفصاف قضاء مدينة صفد، يقيم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان)، يهوى الرسم، وخاض غمار الفن التشكيلي، لكنه وجد صعوبات في تنمية هوايته وموهبته، في لقاء مع "العربي الجديد" قال: "منذ ثلاث سنوات تخرجت من كلية سبلين في اختصاص هندسة مدنية، ولأنني فلسطيني لم أجد أي عمل في لبنان فتوجهت للعمل في أحد المراكز التجارية في مدينة صيدا بمهنة بائع وخلال العطلة الأسبوعية أقوم بتعليم الرسم". وأضاف: "أهوى الرسم منذ كنت صغيراً، ولكن لم ألق الاهتمام والتشجيع من الأهل، وبدأت بتطوير نفسي إلى أن تشجعت أكثر وصرت أرسم لوحات، وشجعتني منذ عام تقريباً الفنانة التشكيلية التونسية فاطمة، سامي، كي أشارك في معارض مشتركة للفن التشكيلي".

مقاومة الاحتلال بالريشة
يلفت شريد إلى أنه كان يرسم رسومات تعبيرية وصور بورتريه وطبيعة، حيث كان يستخدم أقلام الرصاص وأقلام ألوان الخشب، ولكن لم تكن رسوماته مبنيَّة على أسس علمية، وأكثرها كانت عبارة عن نقل صور يشاهدها، وبدأت تزيد خبرته في تقنية الرسم بعد ذلك. وقال شريدي: "أحب رسم اللوحات التي تعبر عن القضية الفلسطينية وعن فلسطين بشكل عام لأنني أعتبر أن إيصال رسالة من خلال الفنون هو بحد ذاته مقاومة للاحتلال وكذلك لتذكير العالم بعدالة قضيتنا، وكانت أولى لوحاتي هي المسجد الأقصى، وآخرها لوحة تجسد اعتقال أكثر من 20 جنديا صهيونيا للفتى الفلسطيني فوزي الجنيدي الذي بقي رافعاً رأسه ولم ينحن. كما أنني أحب الرسم العصري بجوانبه كافة سواء عن المرأة وقوتها، أو حتى الرسومات الرومانسية ولكن بقالب جديد".

إهمال معرقل
اشترك شريدي في معرضين مشتركين، وهو يطمح لأن يصل إلى ما يطمح إليه في مجال الفن التشكيلي، لأنَّه بحسب قناعته، أي شخص يستطيع أن يحقق طموحه بالإصرار والجد والعمل وبمساعدة من يقوم بتشجيعه ويؤمن بموهبته. ويؤكد شريدي أنّه لا توجد جهات فلسطينية تشجّع وتدعم الفنان التشكيلي الفلسطيني، ولا تعتبر هذه الجهات المواهب الفلسطينية من أولوياتها. وهذا السبب هو الذي أخره نوعا ما في تحقيق ما يصبو إليه من التقدم في مجال الفن التشكيلي، لأنه ليس لديه إمكانيات لشراء المواد الخاصة بالرسم، فيضطر لاقتطاع جزء من مدخوله الشهري الذي يحصل عليه من خلال عمله كبائع لشراء لوحات ومواد للرسم، وينقصه الكثير من المواد التي يحتاجها. شريدي يعاني ما تعانيه أكثر المواهب الفلسطينية في مخيمات اللجوء من عدم اهتمام الجهات الرسمية الفلسطينية بالمواهب التي لها رسالة في مقاومة الاحتلال.
المساهمون