حملة ضدّ كوربن بعد لقائه قيادات بـ"حماس"

حملة ضدّ كوربن بعد لقائه قيادات بـ"حماس"

21 اغسطس 2018
تتواصل الاتهامات ضد زعيم "العمال" البريطاني(جيف ميتشل/Getty)
+ الخط -
تُواصل الحملة الشرسة ضد زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربن، فصولَها، تحت شعار "معاداة السامية". الحملة، التي بدأت تتكثف بعدما أظهرته نتائج استطلاعات الرأي لصالح "العمال"، والتي تبدو منسقة بين المحافظين وجناح داخل الحزب اليساري نفسه، فتحت اليوم "ملفاً" واهياً جديداً، يتهم كوربن بدعم "الإرهاب"، بحجة لقاءات أجراها الأخير مع قادة من حركة "حماس"، خلال زيارة له إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.


ونشرت صحف مقربة من التيار السياسي اليميني البريطاني، وهي "ذي تايمز" و"ديلي تلغراف" و"ذي صن"، تقارير تركز على زيارة كوربن لفلسطين المحتلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2010، والتي التقى خلالها عدداً من قادة "حماس" في الضفة الغربية.

ويتهم كوربن بعدم إبلاغ البرلمان البريطاني عن رحلته إلى الأراضي المحتلة، حيث رفعت ضده شكوى إلى لجنة الرقابة البرلمانية. ويلزم النواب البريطانيون بإبلاغ البرلمان عن زياراتهم الخارجية المدفوعة، والتي تتجاوز قيمتها 660 جنيها إسترلينيا، بينما قال النائب العمالي أندرو سلوتر، الذي شارك في الرحلة، إنها كلفته 927 جنيهاً. ونظمت "ميدل إيست مونيتور" زيارة كوربن عام 2010 للضفة الغربية ومولتها، بمشاركة منظمة "أصدقاء الأقصى" البريطانية.

وخلال تلك الزيارة، التقى كوربن وفداً من أعضاء الكنيست العرب، ضمّ جمال زحالقة وطلب الصانع، كما زار قرية سلوان والشيخ جراح في القدس المحتلة، إضافة إلى حضوره تظاهرة احتجاجية ضد سياسات الهدم الإسرائيلية، ولقائه مسؤولين من السلطة الفلسطينية.

كما حاولت الصحف اليمينية البريطانية ربط كوربن بالرئيس السابق لحركة "حماس"، خالد مشعل، حيث نقلت تناولهما العشاء سوية في قطر عام 2012 أثناء حضور زعيم "العمال" لمؤتمر عن القضية الفلسطينية. إلا أن كوربن رد بقوله "لا أذكر تناولي العشاء مع أحد. لقد التقيت بأفراد من العديد من أطياف القضية الفلسطينية ضمن محاولتي لتشجيع الحوار، كطريقة لجلب السلام".

وحضر المؤتمر أيضاً الأسير الفلسطيني المحرر حسام بدران، الذي تتهمه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء مقتل 100 شخص، وحكمت عليه بالسجن 17 عاماً. كما حضره أيضاً الأسير المحرر عبد العزيز عمر، الذي كانت سلطات الاحتلال قد حكمت عليه بسبعة أحكام مؤبد.

وتأتي هذه الاتهامات ضد كوربن بعد زوبعة زيارته لمقبرة الشهداء في تونس عام 2014، والتي ركز فيها منتقدوه على عدم إبلاغه البرلمان بنفقاتها، بينما كالوا له الاتهامات بـ"التعاطف مع الإرهاب"، بسبب مشاركته في وضع أكاليل الزهور على قبور ضحايا الغارة الإسرائيلية على حمام الشط في تونس عام 1985.

إلا أن الصحافة اليمينية تلقفت الكشف عن الزيارة، لتتهم كوربن بتكريم مدبري عملية ميونخ التي استهدفت الفريق الأولمبي الإسرائيلي المشارك في الألعاب الرياضية المقامة في المدينة الألمانية عام 1972. 


وقام النائب المحافظ أندرو بيرسي، وهو نائب رئيس المجموعة البرلمانية حول معاداة السامية، برفع الشكوى ضد كوربن لعدم الإبلاغ عن نفقات رحلته إلى فلسطين المحتلة عام 2010.

واعتبر بيرسي في تعليقٍ يكشف السبب الرئيسي للهجمة ضد كوربن، أنه "سواء تمّ الإبلاغ عن الرحلة وفق الأصول أم لا، فهذه الرحلة دليل آخر على تعامل كوربن مع الإرهابيين مثل حماس. لقد قيل لنا مراراً إن هذه الزيارات لتعزيز السلام، ولكنها في الحقيقة تؤدي إلى عكس ذلك، حيث تمنح المصداقية لأكثر العناصر تطرفاً في أحد طرفي الصراع فقط. لقد اختار كوربن بوضوح الوقوف إلى جانب أحد أطراف الصراع، وبالتأكيد ليس طرف السلام".

من جهته، علّق المتحدث باسم كوربن على الاتهامات قائلاً إن كوربن "يمتلك تاريخاً طويلاً ومبدئياً من التضامن مع الشعب الفلسطيني، والتفاعل مع الأطراف الفاعلة في الصراع لدعم السلام والعدالة في الشرق الأوسط. هذا هو الأمر الصواب".

أما فلسطينياً، فقد رحبت حركة "حماس" بموقف كوربن من القضية الفلسطينية على حسابها الرسمي على "تويتر". فيما قال السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة إيمانويل حساسيان، إن على كوربن ألا يستسلم للضغوط التي تطالبه بتعديل النظام الأساسي لحزب العمال، كي يصبح انتقاد دولة الاحتلال جزءاً من تعريف الحزب لمعاداة السامية. وأضاف حساسيان إن "جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في بريطانيا تستخدم مسألة معاداة السامية لإسكات الأصوات المنتقدة لإسرائيل".

ويقوم كوربن حالياً بزيارة إلى اسكتلندا بهدف حشد الدعم لحزبه، وسط تحذير منتقديه من أن موقفه من "معاداة السامية" التي يقولون إنها منتشرة في صفوف الحزب، "ستدفع بالناخبين من اليهود البريطانيين بعيداً" عن دعم "العمال".

المساهمون