"هآرتس": الصواريخ الدقيقة لـ"حزب الله" أولوية إسرائيل بعد النووي الإيراني

07 سبتمبر 2019
خشية إسرائيلية من صواريخ "حزب الله" (Getty)
+ الخط -
قالت مصادر رسمية إسرائيلية إن إحباط مشروع الصواريخ الدقيقة، الذي يعكف "حزب الله" على بنائه في لبنان بدعم إيران بات يحتل المكانة الثانية على جدول الأولويات الإستراتيجية بعد المشروع النووي الإيراني.

ونقل موقع صحيفة "هآرتس"، اليوم السبت، عن المصادر قولها إن إحباط مشروع الصواريخ الدقيقة حل محل إفشال تمركز إيران عسكريا في سورية، الذي بات في المكانة الثالثة ضمن سلم الأولويات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة جاءت بناء على قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد إجراء مداولات مع القيادات الأمنية.

وفي سياق متصل، نقلت "هآرتس" عن مصادر عسكرية في تل أبيب قولها إن الجيش الإسرائيلي رصد أفراد خلية "حزب الله" التي أطلقت القذائف المضادة للدروع كرد على استهداف الضاحية الجنوبية، حيث أشارت إلى أنه تقرر عدم استهداف أفراد الخلية خشية تصعيد المواجهة، سيما بعدما تبين أن القصف لم يسفر عن أية إصابات في صفوف جنود الاحتلال.

وفي سياق متصل، قال عاموس هارئيل، المعلق العسكري للصحيفة، إن قرار نتنياهو توسيع الهجمات ضد الأهداف الإيرانية إلى العراق ينطوي على خطورة كبيرة، على اعتبار أن العمل عسكريا هناك يتعارض مع المصالح الأميركية في هذه الدولة.

ولفت إلى أن بعض محافل التقدير الإستراتيجي في تل أبيب تحذر من أن مواصلة إسرائيل هجماتها سيمثل تهديدا لاستقرار حكومة بغداد، ويدفع القوى الشيعية في العراق للضغوط عليها للمطالبة بإخلاء الجنود الأميركيين الذين يتواجدون في العراق.

ونقل هارئيل عن العقيد المتقاعد أودي أبنطال، الباحث في "معهد السياسات الإستراتيجية" التابع لـ "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، قوله إن الذي أصدر القرار بشن غارات في العراق لم يأخذ بعين الاعتبار مجمل المخاطر التي يمكن أن تنجم عن ذلك.

ولفت إلى أن تنفيذ العمليات العسكرية في الساحات العراقية واللبنانية والسورية يتأثر بالانتخابات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن نتنياهو يعمل على توظيف الجهد الحربي في هذه الساحات لضمان مستقبله السياسي ومواجهة خطر المحاكمة على خلفية قضايا الفساد المتهم بها، منوها إلى أنه تجاوز كثيرا التقاليد التي التزمت بها نخب الحكم في أوضاع مماثلة في الماضي.

وأشار إلى أن هناك انتقادات توجه إلى رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، بسبب تساوقه مع الحاجات الانتخابية لنتنياهو، ومشاركته في لقاءات نتنياهو مع الصحافيين حتى عندما يتبين أن الهدف منها تعزيز مكانته السياسية عشية الانتخابات.

وعلى صعيد آخر، أشار هارئيل إلى أنه على الرغم من أن نتنياهو لم يبد اعتراضا على لقاء مرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني، إلا أن قلقا كبيرا يسود دوائر صنع القرار في تل أبيب جراء حماس الإدارة الأميركية لفكرة عقد هذا اللقاء.

وأوضح أن بعض دوائر صنع القرار الإسرائيلية تحذر من أن الخط المتشدد الذي يتبناه ترامب تجاه المشروع النووي الإيراني قد يتحول إلى النقيض، مشيرة إلى أن هذا ما أمكن استخلاصه من اللقاءات التي أجراها مع الرئيس الروسي والرئيس الكوري الشمالي، حيث أنه تصرف في أعقاب هذه اللقاءات "كهرة صغيرة".

من ناحيته، ذكر موقع "وللا" أن قيادة المؤسسة الأمنية في تل أبيب تنطلق من افتراض مفاده أن "حزب الله" سيصعد من رده، في حال أقدمت إسرائيل مجددا على استهداف مرافق على علاقة بمشروع الصواريخ الدقيقة.

وفي تقرير نشره أمس، ذكر الموقع أن التقديرات الاستخبارية تفيد بأن أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، كان معنيا بأن يسفر القصف الذي نفده الحزب ردا على الهجوم على الضاحية عن قتل جنود إسرائيليين.

المساهمون