ماذا تبقى من "الأونروا"؟

ماذا تبقى من "الأونروا"؟

06 اغسطس 2015
إسرائيل تضغط منذ سنوات لإلغاء المنظمة (فرانس برس)
+ الخط -

حتماً ستكون إسرائيل أكثر الفرحين لو قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، تأجيل العام الدراسي الذي بات على الأبواب. سيكون مكمن فرحتها بأن ترى الأطفال اللاجئين الذين هم أبناء للاجئين وأحفاد للاجئين يُلقون على رصيف الجهل، وهي التي تعرف تمام المعرفة أن العلم هو أقوى سلاح امتلكه اللاجئ الفلسطيني منذ نكبته. ستكون إسرائيل، ومن خلفها الصهيونية العالمية، أكثر سعادة لو ألغي برنامج التعليم نهائياً وأصبح الأطفال اللاجئون فائضاً على العلم، وهي التي تدرك أنه في حال حدث ذلك، فإن الأطفال سيكونون فائضاً لا يمكن استيعابه في مدراس الدول المضيفة (الأردن وسورية ولبنان)، وفائضاً لن يجد بديلاً لمدراس "الأونروا" في الضفة الغربية وغزة. منذ سنوات طويلة تضغط إسرائيل سياسياً لإلغاء المنظمة الدولية التي يُنظر إليها كشاهد على مأساة اللجوء الفلسطيني، وتضجر الصهيونية من استمرارها على الرغم من أن دورها لا يتعدى تحسين شروط حياة اللاجئين في أماكن لجوئهم، من دون أن يكون لها دور سياسي في حل قضيتهم أو ضمان عودتهم إلى ديارهم التي شردوا منها.

وتبرر إسرائيل، ومن خلفها الصهيونية العالمية، ضغوطها بانتفاء الحاجة التي أنشئت من أجلها "الأونروا". يطرحون أن غالبية اللاجئين الذين عاشوا النكبة قد ماتوا والقليل المتبقي منهم في طريقهم إلى الموت، وبذلك تنتهي المأساة بانتهاء من عاشوها، من دون حق في أن يرث أبناؤهم وأحفادهم عذاباتهم كلاجئين يحلمون بالعودة إلى وطن لم يروه.

خلال السنوات الطويلة فشلت الضغوط السياسية لإسرائيل والصهيونية، وبقيت المنظمة الدولية قائمة تتحين الفرصة لأداء دور سياسي ما أمكنها بعبارة واحدة هي "إنهاء مأساة اللاجئين يكمن في التوصل إلى حل عادلة للقضية الفلسطينية"، لكن دورها الضئيل تراجع وخدماتها تقلصت بشكل تدريجي حتى أن أجيالاً من اللاجئين لم يعودوا يستشعرون وجودها بعد أن أصبحوا أغنياء أو ميسوري الحال ولم يعودوا في حاجة إلى ذلك القليل.

اليوم، ما فشلت إسرائيل والصهيونية بتحقيقه سياسياً، تحققه الأزمة الاقتصادية التي تعيشها "الأونروا" والناتجة عن تنصّل المجتمع الدولي من التزاماته، وقد يكون التنصّل ليس مصادفة، إنها مؤامرة.

المساهمون