لبنان في القمة الأميركية الإسلامية: "شاهد ما شافش حاجة"

22 مايو 2017
الحريري مثّل لبنان وليس عون (فايز نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -

ظهرت معالم المشاركة "غير السلسة" للبنان في القمة الأميركية الإسلامية، التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، أمس الأحد، في استثناء رئيس الجمهورية، ميشال عون، من الدعوات التي وجهتها المملكة، والتي اقتصرت على رئيس الحكومة، سعد الحريري، ووفد وزاري مرافق.

الحريري الذي أكد، في جلسة مجلس الوزراء قبيل القمة، على "الالتزام بالبيان الوزاري الذي ينصّ على ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية"، اقتنص صورة "سلفي" جمعته بولي العهد السعودي محمد بن نايف، وولي ولي العهد محمد بن سلمان.

وعلّق الحريري، على الصورة التي نشرها على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: "بين أهل الخير، معاً عملنا لإنجاز الاستقرار، ودائماً معاً لإرساء السلام والوحدة والحفاظ على عروبتنا، نعم دائماً!".

وما إن غادرت طائرة الوفد اللبناني أراضي المملكة، حتى نفى وزير الخارجية، جبران باسيل، "معرفة لبنان بمضمون إعلان الرياض"، وعبّر عن تفاجئه بصدور بيان ختامي عن القمة "وهو ما لم نعلم بمضمونه إلا ونحن في طائرة العودة"، كما قال في تغريدة على "تويتر".


ووجد وزير الخارجية اللبناني في التعبير عن تمسّكه بالبيان الوزاري، مخرجاً لعدم إلزام البلاد بمندرجات القمة، التي سبقها وصف القادة السعوديين والأميركيين لـ"حزب الله" اللبناني، بـ"أكبر منظمة إرهابية عالمية تديرها إيران".


وتضمّن "إعلان الرياض"، تأكيداً على "رفض ممارسات النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولاستمرار دعمه للإرهاب والتطرف"، و"التزام القادة بتكثيف جهودهم للحفاظ على أمن المنطقة والعالم، ومواجهة نشاطات إيران التخريبية والهدامة بكل حزم وصرامة داخل دولهم وعبر التنسيق المشترك".

كما أكد الناطق باسم الخارجية الأميركية، ناثانيال تيك، قبيل القمة، أنّ "حزب الله تنظيم إرهابي خطير للغاية، ويلعب دوراً أساسياً في الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري ضد الشعب"، مضيفاً "سنُكافحه بالعمل مع شركائنا في المنطقة".

وكانت السعودية قد استبقت القمة، بإدراج اسم رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، وقريب أمينه العام، هاشم صفي الدين، على قائمة "الإرهاب"، بعد أيام قليلة على إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن إدراج اسم صفي الدين على قائمة "الإرهاب" لديها، وذلك بالتزامن مع زيارة وفد برلماني لبناني إلى الولايات المتحدة، لبحث ملف العقوبات المالية الأميركية ضد شخصيات لبنانية، ومحاولة التخفيف من آثار هذه العقوبات على الاقتصاد اللبناني.

عودة التوتر

ومع ارتفاع أسهم التوتر الإقليمي بعد قمم الرياض، من المتوقع أن ينعكس ذلك سياسياً واقتصادياً على لبنان، الذي بات يشكّل منصة انطلاق نشاطات "حزب الله" في كل من سورية والعراق واليمن.

ورغم تأكيد عضو "كتلة المستقبل النيابية"، النائب عاطف مجدلاني، قبل أيام على "رفض تيار المستقبل لوصف حزب الله بالإرهابي"، إلا أنّ حجم الصراع الإقليمي قد يتجاوز قدرة الأطراف المحلية على الموازنة بين الحفاظ على حالة الهدوء الأمني والسياسي داخلياً، وبين التماهي مع حالة "الإجماع العربي" التي تجمع معظم الدول العربية، ضدّ "حزب الله" والنظامين السوري والإيراني.

ويأتي ذلك في ظل مواجهة حكومة "استعادة الثقة"، التي يرأسها الحريري، ملفات داخلية حساسة من دون القدرة على حسمها، وأهمها ملفا الانتخابات النيابية وإقرار خطة قطاع الكهرباء.

وفي ترجمة لعودة لغة التوتر، هاجم صفي الدين، خلال احتفال حزبي، أمس الأحد، الولايات المتحدة، قائلاً إنّ "الإدارة الأميركية حين كانت على حالها وأوضاعها، لم تتمكّن من النيل من المقاومة، وبالتالي فإنّ هذه الإدارة الأميركية المعاقة والمجنونة بقيادة (دونالد) ترامب، لن تتمكّن من المقاومة (حزب الله)".

ومن المتوقع أن يردّ الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، على مقرّرات قمة الرياض، في الكلمة التي يلقيها بعد أيام، في ذكرى "عيد المقاومة والتحرير" في 25 مايو/أيار الجاري.



المساهمون