السبسي في إيطاليا لبحث الاستثمار والهجرة والعلاقات مع أوروبا

09 فبراير 2017
السبسي يعول على عودة السياح (تيزيانا فابي/ فرانس برس)
+ الخط -

دعا الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، الإيطاليين الى تشجيع عودة السياح إلى بلاده، عبر رفع الحظر الإعلامي وتشجيع المؤسسات السياحية الإيطالية على العودة إلى تونس، بمناسبة الزيارة التي يقوم بها إلى روما.


ويعوّل السبسي على هذه الزيارة، التي تستمر يومين وبدأها أمس، لإنعاش الاقتصاد التونسي عبر إعادة مستوى العلاقات مع شركاء تقليديين لتونس، ومن أبرزهم إيطاليا، التي تتواجد 860 مؤسسة اقتصادية لها في تونس، وتعتبر واحدة من أكبر الزبائن في القطاع السياحي.

وأكد السبسي في لقاءاته المختلفة مع الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتارالا، ورئيس الحكومة، باولو جنتلوني أن تونس أصبحت آمنة و"لا تقل أمنا عن دول أوروبا... وأن الوضع تحسن فيها بشكل كبير والحدود مؤمنة".

ولكن السياحة ليست الملف الوحيد الذي بحثه السبسي في إيطاليا، بل تناولت الزيارة أيضاً قضايا الهجرة وليبيا والعلاقة مع أوروبا.

كما طمأن السبسي شركاءه الإيطاليين المنزعجين جدًا منذ سنوات، من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم، أن الحدود البحرية أصبحت في مأمن خلافاً للسابق، حيث تراجع عدد المهاجرين التونسيين بطريقة غير شرعية إلى إيطاليا، بالإضافة إلى عودة عدد منهم إلى تونس.

وحاول السبسي التقليل من مخاوف الإيطاليين، مذكٰراً بعدم وجود أي خلاف بين البلدين في هذا الملف، استنادا الى الاتفاق المبرم بينهما منذ 2011.

وعلى الرغم من هذا الاتفاق الرسمي بين البلدين، فإن عددا من منظمات المجتمع المدني تشكك في طريقة تعامل الإيطاليين مع المهاجرين غير الشرعيين، وتوجه لإيطاليا اتهامات بسجنهم وتشريدهم ومعاملتهم بطريقة مخالفة لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية.

ويبقى الملف الليبي من أدق الملفات المشتركة بين تونس وإيطاليا، أول المتضررين من تدهور الأوضاع في هذا البلد. وذكر السبسي بأنّ إيطاليا "بحكم التّاريخ والجغرافيا، هي أكثر الدّول الأوروبيّة إدراكًا لأهميّة العمل على تثبيت أسباب الأمن والاستقرار في ليبيا، فاستعادة ليبيا لعافيتها شرط أساسي لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، والقضاء على الإرهاب ومُعالجة ظاهرة الهجرة اللاّشرعيّة".

وأردف قائلا إن "غياب الاستقرار في ليبيا، يُشكّل مصدر انشغال جدّي وعامل إرباك حقيقي لأمن تونس واقتصادها".

ويعوّل السبسي على الحضور الإيطالي في ليبيا من ناحية، وفي الاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى، لحشد الدعم للمبادرة التونسية الجزائرية المصرية، وتوفير أرضية دولية سانحة تمهّد لحوار يصرّ السبسي على أن يكون ليبياً- ليبياً، برغم تأكيداته السابقة على اختلاف المصالح الدولية في ليبيا.

ويبدو أن الزيارة القادمة لمسؤولين إيطاليين الى روسيا قد تمثل دعماً، لهذه الجهود الإقليمية التي تسابق الزمن قبل مزيد تعكر الأوضاع في ليبيا، خصوصاً وأن عمليات الإرباك تتصاعد في العاصمة طرابلس، التي نجحت في المحافظة على هدوئها النسبي، ولكنها تشهد منذ أسابيع إشارات خطيرة لإمكانية تدهور الأوضاع فيها، ما يهدد بنسف هذه الجهود.

وتسعى تونس لإقناع أوروبا بمراجعة استراتيجيتها في جنوب المتوسط، وبأن استقرارها يبدأ أولا من هناك، ويبدو أن الجانب الإيطالي مقتنع بهذا التمشي.

وقد أكدت رئيسة مجلس النواب الإيطالي، لاورا بولديني، أن الاستثمار في تونس من مصلحة الجميع، وشدّدت على ضرورة أن يكون هنالك عزم من الاتحاد الأوروبي لتحقيق الاستقرار في المتوسط، فمشكلة الإرهاب مرتبطة بغياب الآفاق الاقتصادية.

ودعت الى وضع "مخطط مارشال أوروبي" يكون الهدف منه دعم بلدان شمال أفريقيا اقتصادياً، مشيرةً إلى أته على إيطاليا أن تلعب دور الوسيط بين تونس وأوروبا.

المساهمون