أوزبكستان تستضيف مؤتمراً دولياً بشأن المصالحة الأفغانية

26 مارس 2018
الرئيس الأفغاني عرض الاعتراف بـ"طالبان" كـ"جماعة سياسية" (شيب صمودفيا/Getty)
+ الخط -
تنطلق، اليوم الإثنين، أعمال مؤتمر دولي بشأن المصالحة الأفغانية في مدينة طشقند عاصمة أوزبكستان، ويشارك فيها مندوبو عدد من دول المنطقة والقوى العالمية.

ووصل الرئيس الأفغاني، أشرف غني، عصر اليوم، إلى طشقند للمشاركة في المؤتمر الذي يهدف إلى التباحث بشأن الخطة الجديدة التي أعلنها الرئيس الأفغاني، الشهر الماضي، في اجتماع كابول للسلام مع حركة "طالبان".

وستستمر أعمال المؤتمر يومين، وستكون قضية المصالحة الأفغانية النقطة الأساسية في جدول الأعمال، بالإضافة إلى مكافحة المخدرات باعتبارها عاملا رئيسيا لاستمرار الحرب في المنطقة، بحسب الرئيس الأفغاني.

وقال الناطق باسم الرئاسة الأفغانية، سيد شاه حسين مرتضوي، لـ"العربي الجديد"، إن "المؤتمر مهم للغاية بشأن المصالحة مع حركة "طالبان"، لا سيما بعد إعلان الرئيس خطة عمل جديدة لأجل المصالحة مع الحركة وجميع أطراف الصراع".

وأوضح مرتضوي أن المؤتمر سيشهد اليوم عقد اجتماعات خاصة مع مندوبي الدول، على أن تنطلق الأعمال المشتركة غدا.

وأضاف أن "الحكومة الأفغانية تولي اهتماما كبيرا بالمؤتمر منذ الإعلان عنه، ولديها استعداد كامل للمشاركة فيه"، مشيرا إلى أن "الهدف الرئيسي هو إيجاد إجماع لدول المنطقة وقوى العالم بشأن مظاهر التسلح التي تشهدها المنطقة، وإقناع المشاركين بأن الحرب في أفغانستان تدفع المنطقة بأسرها إلى أتون مواجهة لا تحمد عقباها، بالتالي على الجميع أن يلعبوا دورهم لحلحلة القضية".

كما أشار المتحدث ذاته إلى أن "ما أعلن عنه الرئيس الأفغاني الشهر الماضي في مؤتمر كابول بشأن السلام مع "طالبان" يؤكد أن الحكومة جادة رغم الانتقادات الشديدة في الداخل"

وكان الرئيس الأفغاني قد عرض، في مؤتمر كابول الذي عقد في 28 فبراير/ شباط الماضي، الاعتراف بحركة "طالبان" كـ"جماعة سياسية مشروعة"، في إطار عملية سياسية مقترحة قد تفضي إلى محادثات سلام، بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 16 عاما.

كما أوضح أن "حكومته تقترح تشكيل آلية سياسية للعمل معا نحو المصالحة، مع إعلان وقف إطلاق النار"، معربا عن استعداد حكومته لتقبل حركة "طالبان" كحركة سياسية، والإفراج عن جميع معتقليها، وشطب أسماء قياداتها من قوائم المطلوبين، مطالبا الحركة بـ"العودة إلى المنظومة السياسية".



كما أكد الرئيس الأفغاني أن حكومته مستعدة لأن تعمل مع "طالبان" على كافة الأصعدة، حتى تغيير دستور البلاد، شريطة أن ترجع الحركة إلى "العمل السياسي"، وأن تتصالح مع الحكومة، وقال: "أدعو "طالبان" إلى العودة، وبصورة كريمة ومعتزين إلى بلادهم والانخراط في العمل السياسي، حتى نشارك جميعاً في الانتخابات العامة المقبلة، ونمشي معاً نحو الأمام لتطبيق المشاريع الاقتصادية العملاقة التي ستغير مستقبل المنطقة".

وبشأن خطة أشرف غني، ذكرت الخارجية الأفغانية، في بيان اليوم، أن الحكومة الأفغانية ستكرر دعوتها من جديد للحوار مع "طالبان" وجميع أطراف الصراع في مؤتمر طشقند، وأنها "تعمل بكل جدية على ما أعلن عنه الرئيس الأفغاني في مؤتمر كابول".

كما أكدت الخارجية أن "هدف المؤتمر هو خلق إجماع لدول المنطقة والقوى العالمية بشأن المصالحة الأفغانية، وأنها ضرورة وقت، وفي مصلحة الجميع، إذ إن الوضع الأمني في أفغانستان يلقي بظلاله على المنطقة بأسرها".

ويجمع مؤتمر طشقند جميع الأطراف وقوى عالمية بعضها يتهم بدعم تنظيمات مسلحة في أفغانستان. فإيران وروسيا تتهمان الولايات المتحدة الأميركية بنقل تنظيم "داعش" إلى شمال أفغانستان لإرباك أمن المنطقة، والأخيرة تتهم طهران وموسكو بدعم "طالبان". 

وتشارك الولايات المتحدة وروسيا وإيران في المؤتمر، إضافة إلى وزراء خارجية دول آسيا الوسطى الخمس، ومندوبي كل من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا والسعودية، وممثلي الأمم المتحدة  والاتحاد الأوروبي.

بينما لم تعلن "طالبان" حتى الساعة موقفها من خطة الرئاسة الأفغانية بشأن المصالحة ولا مؤتمر طشقند.