العراق: منصب الرئيس يعمّق خلافات الأكراد

العراق: منصب الرئيس يعمّق خلافات الأكراد

03 مايو 2018
انتقادات كردية لأداء الرئيس الحالي (محمد حيدر علي/فرانس برس)
+ الخط -
تصاعدت حدّة الخلاف بين الأحزاب الكردية، بسبب التنافس على منصب رئيس الجمهورية، الأمر الذي عمّق الخلاف بينها، ودفع تلك الأطراف إلى السعي المنفرد للاتفاق مع التحالفات الكبيرة للفوز بالمنصب.

وقال مسؤول كردي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخلافات بين الأحزاب الكردية بشأن منصب رئيس الجمهورية بدأت تتصاعد بشكل واضح مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية"، مبينا أنّ "الأحزاب الكردية تتنافس في الحصول على المنصب، من خلال السعي للاتفاق مع التحالفات الكبيرة في بغداد وبشكل منفرد، الأمر الذي سيعمّق حدّة الخلاف بين تلك الأحزاب، ويبعد إمكانية تحالفها بتحالف يمثل الكرد".

وأوضح أنّ "الاتحاد الوطني الكردستاني" (حزب الطالباني) يسعى لأن يكون المنصب من حصته، وألا يخرج إلى الأحزاب الأخرى، وهو يواصل مساعيه في بغداد تمهيدا لذلك، كما أنّ "أحزاب المعارضة تسعى للحصول عليه، وتبذل جهودا متواصلة بالتنسيق مع الأطراف العربية".

وأضاف أنّ "الخلاف الكردي على المناصب تجذر بشكل كبير، بسبب الخسارة التي تعرضوا لها عقب استفتاء الانفصال الذي جرى نهاية سبتمبر/ أيلول من العام الماضي".

من جهتها، قالت النائبة عن كتلة التغيير الكردية المعارضة، شيرين رضا، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحزب الديمقراطي الكردستاني" (حزب البارزاني) يسعى للحصول على منصب رئيس الجمهورية، و"هو يبذل جهودا للتوافق مع الكتل السنية على ذلك"، مؤكدة أنه "من المفترض أن يكون المنصب للكتلة التي تحصل على مقاعد أكثر في البرلمان العراقي المقبل".

وأشارت إلى أنّ "هناك حاجة ماسة لأن يدار المنصب من قبل شخص ذي كفاءة ومهنية عالية، وأن يكون له دور واضح وليس هامشيا"، مبينا أنّ "الرئيس السابق جلال الطالباني كان فعّالا في إدارة هذا المنصب، لكنّ الرئيس الحالي فؤاد معصوم لم يكن له دور كبير، ولم يحرك ساكنا تجاه الكثير من الأزمات السياسية، التي كان من المفترض أن تكون له كلمة ودور فيها".

وتؤكد كتل سياسية أنّ العراق مقبل على تغييرات بالمناصب، وأنّ هذه التغييرات ستطاول منصب رئيس الجمهورية، وقد تنقله إلى الكتل الكردية المعارضة.

وقالت النائبة عن تحالف الصدر، زينب السهلاني، في تصريح صحافي، إنّ "المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات جذرية في تشكيل الحكومة، وفي بعض المناصب"، مبينة أنّ "المعطيات السياسية في كردستان تؤشر إلى وجود انخفاض واضح في أداء حزب الطالباني، ما يجعله عرضة لفقد منصب رئيس الجمهورية، لصالح الجماعة الإسلامية أو كتلة التغيير المعارضتين".



يشار إلى أنّ منصب رئيس الجمهورية أصبح من حصة الكرد بعد عام 2003 في العراق، وتحديدا لحزب الطالباني، بينما احتفظ حزب البارزاني بمنصب رئيس إقليم كردستان العراق، لكنّ الأزمة السياسية التي نتجت عن استفتاء الاستقلال الذي أجراه الكرد في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، تسببت بخلافات بين الكرد بشأن المناصب، ما وضع منصب رئيس الجمهورية في دائرة هذا الخلاف.