عودة الهدوء إلى طرابلس وقتلى بتفجير انتحارية لـ"داعش" بسرت

عودة الهدوء إلى طرابلس وقتلى بتفجير انتحارية لـ"داعش" بسرت

03 ديسمبر 2016
قتال عنيف اندلع في طرابلس(عبدا لله دوما/ فرانس برس)
+ الخط -

عاد الهدوء إلى كافة أرجاء العاصمة طرابلس، اليوم السبت، بعد يومين من القتال بين عدة فصائل مسلحة حول السيطرة على مواقع عسكرية ومدنية، في حين استأنفت قوات البنيان المرصوص التابعة للمجلس الرئاسي قتالها داخل حي الجيزة البحرية شمالي سرت، لاسترجاع آخر الأجزاء من الحي الذي لا يزال يسيطر عليه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وأكد رئيس لجنة الأزمة بالمجلس البلدي لطرابلس ناصر الكريو، عودة الحياة للمدينة وفتح كل الطرقات التي أغلقتها المجموعات المسلحة أثناء قتالها، مضيفاً لـ "العربي الجديد" أن "أغلب المحال التجارية عادت لنشاطها اليوم السبت".

وأوضح الكريو أن القتال توقّف نتيجة "توصل المجموعات المسلحة لاتفاق يقضي بانسحابها لمقراتها ووقف إطلاق النار الفوري، فيما تُسلّم غابة النصر إلى وزارة الشباب والرياضة، واستجابت مساء أمس الجمعة كافة المجموعات المسلحة للاتفاق وبدأت بسحب آلياتها".

وكان قتالٌ عنيفٌ اندلع بين مجموعات مسلحة تابعة لوزارة الداخلية، إثر حصارها لكتيبة أخرى كانت تعسكر بغابة النصر المتاخمة لفندق ريكسوس، مقر حكومة الإنقاذ.

واتهمت كتيبة ثوار طرابلس التابعة لوزارة الداخلية، في منشور على صفحتها، الكتيبة المعسكرة بداخل غابة النصر باحتضانها عناصر مشبوهة وسعيها لزعزعة استقرار المدينة، كما نشرت على صفحتها صوراً لمفخخات ومتفجرات، قالت إنها عثرت عليها بمقر هذه الكتيبة.

ولم يفصح أي من جانبي القتال عن خسائره البشرية، لكن أضراراً مادية بالغة لحقت بالمحال التجارية بمنطقة بن غشير وبوسليم، اللتين شهدتا القتال، بالإضافة لسقوط شظايا بالقرب من مستشفى الخضراء القريب.

وتتمركز عديد المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس، وهي مختلفة الولاء والانتماءات، يعلن بعضها تأييده للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والاتفاق السياسي، لتتخذ منه شرعية حكومة الوفاق غطاءً قانونياً لتحركاتها العسكرية.

غير أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق شجب القتال الدائر في طرابلس، وطالب كافة المجموعات المسلحة بوقف فوري للقتال، كما طالب، في بيان له ليل أمس الجمعة، وزارة الداخلية بحكومته باتخاذ ما يلزم من إجراءات لإرجاع هذه المجموعات المسلحة إلى مقراتها.

 

عودة المعارك ضد "داعش"

في غضون ذلك، استأنفت قوات البنيان المرصوص التابعة للمجلس الرئاسي قتالها، اليوم السبت، داخل حي الجيزة البحرية، لاسترجاع آخر أجزاء الحي الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش".

وأفادت مصادر خاصة تابعة لقيادة العملية لــ"العربي الجديد" بأن "استئناف القتال جاء بعد توقف دام لساعات، إثر مقتل مدنيين وجرح آخرين بواسطة هجوم انتحاري يوم أمس الجمعة".

وأوضحت المصادر أن "ما يزيد عن واحد وثلاثين مدنياً تمكنوا من المرور عبر طريق آمن وفرته قوات البنيان المرصوص لهم يوم أمس الجمعة، لكن امرأة تنتمي لداعش فجرت نفسها في آخر المجموعة الناجية، مما أوقع أربعة قتلى وأكثر من عشرة جرحى بين المدنيين".

وقالت المصادر نفسها إن "المدنيين هم نساء وأطفال لمقاتلي داعش، وافقوا أخيراً على خروجهم، لكن إحداهن كانت فخخت نفسها لتقتلهم عند اقترابهم من صفوفنا".

وتابعت "مسألة نجاة المدنيين الأطفال والنساء باتت محيرة لنا، ولذا أوقفنا القتال يوم أمس حتى نرى رأي القيادة، فقد بدا أن أسر داعش أيضاً تفجر أنفسها وأطفالها، لكننا اليوم جددنا التقدم بحذر داخل آخر المنازل بحي الجيزة".