انطلاق الحوار الأفغاني بالدوحة: البحث عن خارطة طريق السلام

انطلاق الحوار الأفغاني بالدوحة: البحث عن خارطة طريق لتحقيق السلام

07 يوليو 2019
المؤتمر برعاية قطرية ألمانية مشتركة (معتصم الناصر/العربي الجديد)
+ الخط -

أعلن مبعوث وزير الخارجية القطري لمكافحة الإرهاب وفض النزاعات مطلق القحطاني أن مؤتمر الحوار الأفغاني - الأفغاني، الذي انطلق في الدوحة اليوم الأحد برعاية قطرية ألمانية مشتركة، يهدف إلى "دفع مختلف الأطراف الأفغانية إلى الاتفاق على خارطة طريق للمفاوضات المباشرة المقبلة بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، والجهات الفاعلة في أفغانستان، لحل الأزمة الأفغانية"، معرباً عن أمله في أن يجرى الإعلان عن اتفاق سلام نهائي في أفغانستان خلال هذا العام.  

واعتبر القحطاني، في تصريحات صحافية عقب افتتاحه مؤتمر الحوار الأفغاني، الذي يستمر يومين، ويشارك فيه على طاولة واحدة نحو 60 شخصية أفغانية، تمثل مختلف الأطراف الأفغانية، بمن فيها ممثلون عن الحكومة الأفغانية، الذين يشاركون بصفاتهم الشخصية، وأعضاء المكتب الساسي لحركة "طالبان"، وأحزاب سياسية والمرأة والشباب ومنظمات المجتمع المدني، أن ذلك يشكل "إنجازاً كبيراً ومتقدماً".

ووفق بيانات رسمية عن الحضور، بلغت نسبة النساء الأفغانيات المشاركات في الحوار 20 بالمائة.

وعرض القحطاني، في تصريحاته، جهود الوساطة القطرية، والتي أثمرت عن بدء مفاوضات جدية بين واشنطن وحركة "طالبان" منذ مطلع العام الجاري، إذ أحرز الطرفان تقدماً في نقاط الاتفاق الأربع التي يجرى التفاوض بشأنها، والمتمثلة بضمانات عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، والحوار الأفغاني – الأفغاني، وبدء المفاوضات بين "طالبان" والحكومة الأفغانية، ووقف إطلاق النار.

وأضاف: "نحن نحقق اليوم تقدماً على المحور الثالث، والمتمثل بالحوار الأفغاني - الأفغاني، ومن ثم المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان". فمؤتمر الحوار هو جزء لا يتجزأ من العملية السلمية، والدليل الملموس على الرغبة الجادة والحقيقية في مواصلة الحوار لتحقيق السلام في أفغانستان".

وقال إن "الأزمة الأفغانية تعني الأفغان، وهم من يعالجون هذه المسألة، ونحن دورنا مساعدتهم على ذلك، فلا يوجد حل عسكري للأزمة، وهناك إجماع إقليمي ودولي على أن المفاوضات التي تجرى في قطر هي المسار الصحيح لحل الأزمة".

وكان المبعوث الألماني لأفغانستان وباكستان ماركوس بوتزل، قد قال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن بلاده إلى جانب قطر أخذت زمام المبادرة لإطلاق هذا الحوار، مضيفاً أن "الجهود التي بذلها كثيرون، خلال السنوات والأشهر القليلة الماضية، وخاصة المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة و"طالبان"، والتي بدأها السفير زلماي خليل زاد، قد فتحت فرصة تاريخية".

 

واستدرك بوتزل بأنه "مهما كانت تلك المحادثات مهمة، فلا يمكن أن تكون كافية. يجب أن يتحول الحوار إلى عملية تفاوض هادفة، فلا يمكن فرض مستقبل أفغانستان من الخارج، بل يمكن تحديده فقط من قبل الأفغان أنفسهم".


ولفت إلى أن "المؤتمر سيوفر فرصة لبناء تفاهم متبادل، وتحديد القضايا التي يجب حلها، وتمهيد الطريق نحو المفاوضات بين الأفغان بمجرد توفر جميع الظروف اللازمة".  

وكان مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة سلطان بركات قد اعتبر أن المفاوضات الجارية في الدوحة، برعاية قطرية، بين واشنطن وحركة "طالبان"، ومؤتمر الحوار الأفغاني – الأفغاني، يعدان أكبر فرصة منذ 40 عاماً لتحقيق السلام في أفغانستان. 

وقال إن "جميع من تمت دعوتهم للمشاركة في مؤتمر الحوار الأفغاني بالدوحة قد حضروا، باستثناء شخصين أو ثلاثة"، واصفا مشاركة النساء في مؤتمر الحوار بأنها "ممتازة"، وأن جميع الأطراف الأفغانية، بما فيها حركة "طالبان"، وافقت على حضور ممثلات عن المرأة الأفغانية لمؤتمر الحوار.

وقامت قطر ولا تزال بدور محوري في الدفع بمفاوضات السلام في أفغانستان، من خلال استضافتها المفاوضات التي تجرى في الدوحة بين "طالبان" وأميركا، إذ أعلن أمس عن توقف جولة المفاوضات بين الطرفين التي بدأت الأسبوع الماضي في الدوحة، على أن يتم استئنافها يوم الثلاثاء المقبل، بعد الإعلان عن ختام مؤتمر الحوار الأفغاني.

واعتبر خليل زاد الجولة السابعة من المفاوضات التي تم إيقافها "الأكثر إنتاجية"، وقال إن الطرفين أحرزا تقدما كبيرا في جميع عناصر السلام الأربعة، وتوقع أن ينعكس مؤتمر الحوار الأفغاني - الأفغاني إيجابا على المفاوضات بين واشنطن و"طالبان" التي ترعاها قطر.