3 وساطات تخللت لقاء نتنياهو وشكري

3 وساطات تخللت لقاء نتنياهو وشكري

12 يوليو 2016
نتنياهو طلب وساطة مصر لإطلاق الأسرى الإسرائيليين(غالي تيبون/فرانس برس)
+ الخط -


تكشف مصادر في حركة "حماس" عن أن الاحتلال الإسرائيلي لجأ لطلب وساطة مصر بشأن جنوده الأسرى لدى الحركة، بعد فشل أطراف دولية وعربية أخرى في مهمة التوسط لإطلاق سراح الأسرى، الذين سقطوا في أيدي الحركة خلال الحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة منتصف 2014.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة قد أعلنت عقب لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بوزير الخارجية المصري، سامح شكري، أول من أمس في مقر الحكومة الإسرائيلية، أن نتنياهو طلب وساطة مصر لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وهو ما رد عليه شكري بالإيجاب، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
في المقابل، أوضحت المصادر أن أطرافاً دولية مثل روسيا، والنرويج، إضافة إلى أطراف عربية منها الأردن، حاولت التوسط أخيراً للتوصل إلى صيغة يتم بموجبها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، إلا أن كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، تتمسك بموقفها الرافض لإعطاء أية معلومات عن الأسرى ومصيرهم، أو الدخول في مفاوضات قبل إنجاز إسرائيل اتفاق "وفاء الأحرار" الذي تم بموجبه إطلاق سراح الجندي، جلعاد شاليط، في أكتوبر/تشرين الأول 2011 برعاية مصرية، بعد نقضها للاتفاق والتحايل عليه بإعادة اعتقال الأسرى المفرج عنهم. وشددت مصادر من "حماس"، على أن هذا هو موقف الحركة من أي حديث بشأن جنود الاحتلال الأسرى لدى كتائب "القسام".
من جهة أخرى، تكشف مصادر سياسية مصرية تفاصيل جديدة، بشأن اللقاء الذي جمع نتنياهو وشكري، موضحة أنه تم الاتفاق خلال الزيارة على تسوية الأزمة الخاصة بتصدير الغاز والغرامة المفروضة على الشركات المصرية المقدرة بـ 1.7 مليار دولار لصالح شركة كهرباء إسرائيل بناء على قرار التحكيم الدولي.


وقالت المصادر إنه لقاء الوساطات بامتياز، لأنه ناقش ثلاث وساطات متبادلة بين الطرفين، أولها المباحثات المتعلقة بالوساطة الإسرائيلية بين مصر وإثيوبيا لإنهاء أزمة سد النهضة، التي باتت تخنق النظام المصري، بحد تعبير المصادر.
أما ثاني الوساطات فهي مطالبة تل أبيب للقاهرة بالقيام بدور الوسيط لإنهاء أزمة الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى "حماس"، وهو ما رحبت به مصر، متوقعة أن تتمكن القاهرة من حسم هذا الملف لما تملكه من علاقات جيدة بالحركة على صعيد جهاز الاستخبارات، الذي قام بدور شبيه في أوقات سابقة. أما الوساطة الثالثة التي تم التطرق لها خلال اللقاء بحسب المصادر، فهي سعي إسرائيل للقيام بدور الوسيط لتحسين العلاقات بين مصر وتركيا، في أعقاب تطبيع أنقرة لعلاقتها بتل أبيب بناء على اتفاق أخيراً بعد قطيعة استمرت منذ مهاجمة قوات البحرية الإسرائيلية لسفينة مرمرة التركية التي كانت في طريقها إلى غزة لكسر الحصار عن القطاع.
ولا تزال زيارة شكري محور مباحثات، إذ أجرى الأخير اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس الإثنين، استعرض خلاله نتائج زيارته إلى إسرائيل، وفق بيان للخارجية المصرية. وبحسب البيان، قال المتحدث باسم الوزارة، أحمد أبو زيد، إن شكري استعرض مع عباس، المحادثات التي أجراها مع نتنياهو، "حول سبل دفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية". واتفق شكري وعباس على "مواصلة التنسيق بين الجانبين المصري والفلسطيني، خلال المرحلة المقبلة، لاستكمال الجهود في هذا الشأن"، وفق البيان ذاته.
كما أشاد رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، بزيارة شكري، معتبراً أنها "مهمة للغاية". وقال بلير، في مستهل لقاء عقده مع نتنياهو في القدس المحتلة، أمس الإثنين: "أعتقد أن زيارة الأمس كانت مهمة للغاية، وآمل أن توفر فرصاً جديدة للمستقبل من أجل الاستقرار والأمن في المنطقة".