قراءات متباينة لمؤتمر سوتشي: انتصار دبلوماسي أم ترميم النظام؟

قراءات متباينة لمؤتمر سوتشي: انتصار دبلوماسي أم ترميم النظام؟

29 يناير 2018
جهات تعتبر حضور دي ميستورا "انتصاراً دبلوماسياً" (فرانس برس)
+ الخط -
"ترميم نظام بشار الأسد"، هكذا يصف الخبير في العلاقات الدولية، فلاديمير فرولوف، المفهوم الروسي للتسوية السياسية في سورية والتي تسعى موسكو لإضفاء الشرعية الدولية عليها من خلال تنظيمها مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي يبدأ أعماله في منتجع سوتشي اليوم الاثنين.

ويوضح فرولوف في مقال بعنوان "سورية في سوتشي. التسوية تحت رقابة بشار الأسد" نُشر في صحيفة "ريبابليك" الإلكترونية اليوم الاثنين، أن مؤتمر سوتشي مبادرة روسية بامتياز، مضيفا أن الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي والخليج والمعارضة السورية المتمثلة في الهيئة العليا للمفاوضات وحتى الأمم المتحدة، رأته "محاولة للالتفاف على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ومفاوضات جنيف بشأن تشكيل هيئة حكم انتقالي".

ويعتبر كاتب المقال أن غياب المعارضة الحقيقية بشقها المسلح عن سوتشي، "يفقد المؤتمر طابعه الشامل ويحوله إلى محاولة لتغيير أطر عملية مفاوضات جنيف من خلال تشكيل "معارضة" مريحة للنظام السوري تنتقيها القوى الخارجية".

ومع ذلك، يوضح الخبير الروسي أن موسكو تضطر لوضع أطر بديلة للمحادثات السورية في ظل إدراكها أن "إطار جنيف محكوم عليه بالوصول إلى مأزق، إذ إنه يقتضي اتفاق الأطراف على تشكيل هيئة حكم انتقالي، ما يعني أن نظام الأسد يجب أن يتفاوض على رحيله، وهو لم يظهر أي رغبة فيه حتى عندما كان على حافة السقوط في عامي 2014 و2015، ولا ينوي مناقشة ذلك الآن بعد أن حققت إيران وروسيا له نصرا عسكريا على المعارضة"، وفق كاتب المقال.

ويضيف فرولوف أن "هدف دمشق وطهران هو عدم ترك أي خيار لموسكو سوى دعم الحل العسكري الكامل وإعادة كامل الأراضي السورية تحت سيطرة النظام"، ويخلص إلى أن أقصى طموحات موسكو من سوتشي هو "إطلاق عملية مفاوضات ما حول الانتخابات والدستور الجديد توفر للنظام السوري إمكانيات وشروطا مريحة للحفاظ على حكم آل الأسد وحزب البعث في جميع السيناريوهات".

من جهتها، ذكرت صحيفة "كوميرسانت" في عددها الصادر اليوم، أن روسيا تدرك أن هناك تساؤلات حول شرعية قرارات سوتشي في ظل تشكيلة المشاركين التي غابت عنها الهيئة العليا للمفاوضات وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مما دفعها للعمل على الإثبات أن المؤتمر "جزء من عملية جنيف" ولا يتعارض مع القرار رقم 2254، وإدراج 12 بندا جرت مناقشتها في جنيف على مسودة البيان الختامي لسوتشي أيضا.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك أسفر عن قبول الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في نهاية المطاف بإيفاد المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، لحضور المؤتمر، معتبرة الأمر "انتصارا دبلوماسيا" لموسكو.

وفي تلك الأثناء، استمر المشاركون في المؤتمر في التوافد إلى سوتشي، 680 منهم يمثلون النظام بالإضافة إلى نحو 400 من ممثلي "معارضة الداخل"، ووفود تمثل الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، ناهيك عن الوفود من مصر والعراق والسعودية ولبنان والأردن وكازاخستان، وبعض ممثلي الهيئة العليا للمفاوضات بصفاتهم الشخصية، في ظل قرار الهيئة مقاطعة المؤتمر.

ومن المنتظر أن تنطلق فعاليات المؤتمر الذي تنظمه روسيا وتركيا وإيران، بعد ظهر اليوم، على أن تعقد الجلسة الرئيسية بمشاركة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم غد الثلاثاء.