استفتاء كاليدونيا الجديدة يكرس بقاءها تحت كنف فرنسا

استفتاء كاليدونيا الجديدة يكرس بقاءها تحت كنف فرنسا... وحكومة ماكرون تُطمئن المنهزمين

04 نوفمبر 2018
مني سكان "الكاناك" بالهزيمة (Getty)
+ الخط -

أسدل الستار أخيراً، وحُسِم مصير كاليدونيا الجديدة، فبعد مرور 30 عاماً على اتفاقات ماتينيون في 1988، التي جاءت بعد اندلاع أعمال عنف بين السكان المحليين، المطالبين بالاستقلال، وبين المنحدرين من أصول فرنسية، الراغبين في البقاء تحت كنف فرنسا، والتي كرسّها اتفاق نوميا في 5 مايو/ أيار 1998، القاضي بإجراء استفتاء لحسم مسألة استقلال كاليدونيا الجديدة أو بقائها تحت ظل الجمهورية الفرنسية، ظهرت، في منتصف اليوم الأحد، نتائجُ هذا الاستفتاء، التي كرست رغبة أغلبية 59,75 في المائة في البقاء تحت السلطة الفرنسية. وليس خافياً على أحد الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة، الواقعة في المحيط الهادئ

وجرت الحملة الانتخابية في جوّ من الهدوء، تخللته استطلاعات للرأي أجمعت كلها على انتصار ساحق للموالين للجمهورية الفرنسية، ما شجع كثيراً من الآسيويين، الموجودين في الأرخبيل، على التصويت لصالح البقاء تحت السلطة الفرنسية. 

وبعد ظهور النتائج الرسمية، وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطاباً للشعب الفرنسي ولمختلف الأطراف السياسية المتنافسة في كاليدونيا الجديدة، دعا فيه إلى "الاستدارة نحو المستقبل، والإمساك بالمسؤوليات الواسعة"، مؤكداً أن الدولة الفرنسية هي "الضامنة لكرامة كل مكونات المجتمع في كاليدونيا الجديدة". وإذ عبّر ماكرون عن سروره بالنتيجة، وباجتياز هذه المرحلة التاريخية" التي تمثل "اعتزاز الأغلبية باختيار فرنسا. وهي دليل ثقة تجاه الجمهورية"، عبّر عن تقديره لنسبة التصويت العالية، التي وصلت إلى نحو 74 في المائة، وهي تختلف عن نسبة 58 في المائة، التي شهدتها الانتخابات المحلية في 2014.

ووعياً من ماكرون باستمرار الاحتقان بين الأغلبية الموالية لفرنسا وسكان "الكاناك" المحليين، شدّد في خطابه على أن "المنهزم الوحيد هو إغواءُ الكراهية والتقسيم والعنف والخوف"، وأن "الفائز الوحيد هو المسار في اتجاه السلام، وأيضاً عقلية الحوار وعقلية المسؤولية".   

وأعلن ماكرون عن أن رئيس حكومته، إدوار فيليب، سيتوجه غداً الاثنين إلى كاليدونيا الجديدة، لجمع الأطراف السياسية من أجل بناء مجتمع الغد، في "جوّ من الحوار والسلام".


وفي الردود السياسية التي تلت نتيجة لم تفاجئ أحداً، وصف رئيس اليمين الفرنسي، "الجمهوريون"، لوران فوكييز، الذي كان إلى جانب زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان من مؤيدي بقاء الإقليم في كنف الجمهورية، نتيجةَ التصويت بـ"اللحظة التاريخية"، مستعرضاً قولاً لشارل ديغول لسكان هذا الإقليم: "لديكم دور فرنسي تلعبونه في هذه المنطقة من العالَم. أنتم جزءٌ من فرنسا، أنتم فرنسا الجنوبية". واعتبر فرانسوا بايرو أن "المصالحة هي التي انتصرت"، فيما عبّرت "فرنسا غير الخاضعة" عن أسفها لهذه النتيجة: "نتيجة الاستفتاء مُخيِّبة بشكل عميق لمن آمَن بضرورة سيادة كاملة لسكّان الأرخبيل". أما الزعيم الإيكولوجي، يانيك جادو، فقد صرّح بأن "الشعب الكاناكي تعرض كثيراً للإهانة. وكان هذا المسار طويلاً ونموذجياً. ومن هنا يجب توجيه التحية لِعَمَل الراحل ميشيل روكار، الذي قاده إلى نهايته".

أما القيادية الاشتراكية سيغولين روايال، فحرصت على طيّ صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، قائلةً إنه "يجب منح كثير من الاستقلال الذاتي على المستوى الاقتصادي (للأرخبيل)"، في إشارة إلى احتكار أنصار فرنسا، من أبناء المنحدرين من فرنسا، للسلطة الاقتصادية. ​