تقديرات إسرائيلية: توافق ثلاثي لإخراج إيران من سورية

تقديرات إسرائيلية: توافق ثلاثي لإخراج إيران من سورية

07 يونيو 2019
توافق أميركي روسي إسرائيلي ضدّ إيران (ديفيد سيلفرمان/ Getty)
+ الخط -
اعتبر محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، في تقرير اليوم الجمعة، أن اللقاء الثلاثي المرتقب هذا الشهر بين مستشاري الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، والأميركي جون بولتون، والروسي نيكولاي بيتروشوف، يعكس بشكل بارز تقاطع المصالح بين الدول الثلاث، بخصوص إبعاد إيران وإخراج قواتها من الأراضي السورية.

وبحسب برئيل، فإنه تروج أنباء عن نية روسيا التوجه بطلب إلى الولايات المتحدة للاعتراف بنظام بشار الأسد، مقابل التجند لإخراج إيران من الأراضي السورية. وأشار إلى أن هذا اللقاء هو الأول من نوعه الذي ستبحث فيه الأطراف الثلاثة على أساس من الندية وكشركاء متساوين التطورات الإقليمية.
ووفقا لبرئيل، فإن روسيا تتبنى مؤخرا استراتيجية واضحة بشأن تقليص النفوذ الإيراني في سورية، باعتباره شرطا لضمان استراتيجيتها الرامية إلى تثبيت الدور والوجود الروسي على شواطئ المتوسط، من جهة، وتطوير علاقات اقتصادية وسياسية مع كل من العربية السعودية والإمارات العربية. وبحسب المحلل، فإن موسكو تدرك أن هذا يتطلب تقليص نفوذ إيران ووجودها الإقليمي. ومن هذا المنظور يعتبر أن روسيا معنية أيضا ببقاء إيران معزولة دوليا، بما يضمن إضعافها كي لا تشكل خطرا أو منافسا للوجود والتأثير الروسي في سورية.
وبحسب برئيل، فإن هذا يفسر القرار الروسي بعدم تزويد إيران بمنظومة الصواريخ "إس 400" من جهة، واستغلال شركات روسية خاصة لمليشيات سورية تابعة لها على الأرض السورية في وجه المليشيات التابعة لإيران، والخاضعة مثلا لماهر الأسد الذي يؤيد التدخل والنفوذ الإيرانيين مقابل توجه شقيقه بشار الأسد إلى الاعتماد بدرجة أكبر على المظلة الروسية.
ووفقا لبرئيل، فإن مسعى إيران للوصول بممر بري حتى المتوسط يشكل نقطة قلق استراتيجي ليس فقط لإسرائيل، وإنما أيضا لروسيا والولايات المتحدة، وهو ما ولد في نهاية المطاف فكرة عقد اجتماع ثلاثي لمستشاري الأمن القومي في إسرائيل هذا الشهر.
ولفت في سياق هذا الأمر إلى ما حدث في مارس/ آذار الماضي، خلال المواجهة العسكرية في البوكمال بين مليشيات الاستخبارات السورية الجوية ومليشيات تابعة لإيران، ناهيك عن مطالبة روسيا للأسد بإقالة عدد من الضباط والجنود الموالين لإيران، مقابل وضع ضباط روس على رأس وحدات من الجيش السوري النظامي.

وبالعودة إلى موضوع القمة الثلاثية، فقد اعتبر برئيل أنه حتى لو لم تتمخض هذه القمة عن نتائج فورية، فإنه يكفي أنها تؤشر لمختلف الأطراف الإقليمية إلى أن المحور الأميركي الروسي الإسرائيلي هو الآن اللاعب الأساسي في المنطقة.