تجدّد احتجاجات البصرة... وقوة خاصة لحماية شركات النفط

تجدّد احتجاجات البصرة... وقوة خاصة لحماية شركات النفط جنوب العراق

28 يوليو 2018
قوات لمكافحة الشغب بحقل "القرنة" (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -
تجدّدت الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها محافظات جنوب العراق منذ نحو ثلاثة أسابيع، في محافظة البصرة (590 كيلومتراً جنوب بغداد)، اليوم السبت، فيما وصلت قوات أمنية خاصة لحماية الحقول والشركات النفطية في المحافظة.

وأكد مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ مئات العراقيين تظاهروا، اليوم السبت، عند مدخل حقل "السيبة" الغازي في محافظة البصرة، مشيراً إلى أنّ "المتظاهرين رفعوا شعارات منددة بالحكومتين المحلية في البصرة والاتحادية في بغداد".

وطالب المحتجون بإلغاء عقود العمال الأجانب في حقل "السيبة"، وتعيين عمال عراقيين بدلاً منهم، بحسب المصدر، لافتاً إلى أنّ المتظاهرين لوّحوا بالاعتصام الدائم أمام الحقل، في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

وتشهد العاصمة العراقية بغداد، والمحافظات الجنوبية في البلاد، منذ 8 يوليو/ تموز الحالي، موجة تظاهرات شعبية، خرجت بداية في البصرة، وذلك احتجاجاً على سوء الخدمات وازدياد البطالة وتفشي الفساد، قابلتها القوات الأمنية بالقوة، ما تسبب بمقتل وإصابة مئات العراقيين، بينهم أطفال.

إلى ذلك، قال آمر القوة الضاربة الخاصة في البصرة اللواء علي مطشر، إنّ قواته أرسلت قطعات لمكافحة الشغب، مجهّزة بأسلحة وغاز مسيل للدموع، إلى حقل "القرنة" النفطي غربي البصرة، مضيفاً، في تصريح صحافي، أنّ هذه القوة ستتولّى مهمة حماية شركة "لوك أويل" النفطية الروسية هناك، "تحسباً لاحتمال خروج تظاهرات جديدة ترافقها أعمال شغب".

كذلك لفت إلى إرسال قوة أخرى لحماية شركة "بتروجاينا" النفطية في محافظة ميسان جنوبي العراق، لتوفير الحماية للشركة، موضحاً أنّ القوة الضاربة قامت بتأمين جميع المواقع في نطاق مسؤولياتها بمحافظتي البصرة وميسان.

وبيّن مطشر أنّ قواته "على استعداد تام للقيام بأي واجب تُكلّف به من قبل قائد العمليات الأمنية في محافظة البصرة".


وفي سياق متصل، حذّر عضو البرلمان العراقي السابق عن محافظة البصرة عبد الهادي الحساني، من "خطورة تأخّر الحكومة في تلبية مطالب المتظاهرين"، معتبراً، في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، أنّ "استمرار التصعيد في المحافظة قد يتسبّب بأعمال عنف وربما حرب أهلية"، بحسب قوله.

وأضاف أنّ "قرار حلّ الأزمة هو بيد الحكومة التي عليها أن تسارع في تلبية ما يمكن تلبيته بشكل عاجل، لتلافي تفاقم الاحتجاجات الشعبية التي امتدت إلى محافظات جنوبية أخرى غير البصرة"، متهماً "جهات سياسية (لم يسمّها) بأنّها تحاول الحصول على مكاسب خاصة، من خلال ركوب موجة التظاهرات".

وأعرب الحساني عن أمله في أن تشهد الأيام المقبلة تحسّناً في توفير التيار الكهربائي، وبقية الخدمات المطلوبة، "لفسح المجال لمن يريد تهدئة المتظاهرين"، معتبراً أنّ ذلك "سيسهم في قطع الطريق على المغرضين".

وشهدت العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الجنوبية، أمس الجمعة، تظاهرات واسعة، شارك فيها آلاف المحتجين المطالبين بتوفير الخدمات، وتحسين المستوى المعيشي.