مشاورات كردية لتشكيل كتلة واحدة بعد الانتخابات العراقية

مشاورات كردية لتشكيل كتلة واحدة بعد الانتخابات العراقية

09 مايو 2018
الأحزاب الكردية تسعى لكتلة برلمانية قوية (Getty)
+ الخط -

تبذل أحزاب كردية جهوداً مُكثّفة من أجل تشكيل كتلة برلمانية واحدة بعد الانتخابات البرلمانية، المقرر أن تجري في العراق السبت المقبل، لضمان حصول هذه الأحزاب على المناصب التي اعتاد الأكراد تبوّأها في بغداد.

وأكّد مصدر سياسي مُقرب من "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أنّ "الحزب يواصل جهوده لإقناع الأحزاب الكردية التي دخل في حوارات معها بضرورة الذهاب إلى بغداد بعد الانتخابات بكتلة برلمانية قوية تعيد للأكراد مكانتهم".

وأضاف المصدر عينه، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "قيادات الحزب أبلغت الأحزاب الكردية الأخرى بأن الأكراد ينبغي أن يحافظوا على سطوتهم التي مكنتهم من أن يكونوا بيضة القبان طيلة الفترة الماضية"، لافتاً إلى أنّ "المباحثات ستستمر وسيتم تكثيفها بعد الانتخابات لحين موعد تشكيل الحكومة".

إلى ذلك، اعتبر القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني"، غياث السورجي، أنّ من مصلحة الأكراد الذهاب إلى بغداد ضمن تحالف واحد كبير، لافتاً إلى وجود تقارب بين حزبه و"الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني.


وأوضح السورجي، في تصريح صحافي، أنّ "هناك تقاربا كبيرا للدخول في تحالف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد الانتخابات، لأن القائمتين ستكونان من القوائم الكردية الأكبر في البرلمان المقبل"، مشيراً إلى أنّ "نتائج الانتخابات قد تدفع أحزاباً أخرى للانضواء ضمن هذا التحالف، ومن بينها الاتحاد الإسلامي الكردستاني".

في غضون ذلك، ألقى وزير التربية والتعليم في حكومة إقليم كردستان بيشتوان صادق باللائمة على الأطراف الكردية التي تسببت بحدوث انقسامات في الإقليم، قائلاً إنّ "جهات سياسية كردية تآمرت على الإقليم محاولة النيل منه وإضعافه".

وأضاف صادق، خلال مؤتمر صحافي عقده في أربيل، أنّ "هذه الأطراف تحاول أن تجعل من إقليم كردستان ثلاث محافظات ضعيفة"، مبيناً أنّ هؤلاء هم الذين جاؤوا بمليشيات "الحشد الشعبي" إلى محافظة كركوك وبلدة طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين.

وفي السياق، قال عضو حركة "الجيل الجديد" الكردية، أسامة أحمد، إنّ الحديث عن وحدة الصف الكردي لا بد أن يترافق مع إجراءات جدية باتجاه هذه الوحدة، مبيناً أنّ "الكتلة الكردية الموحدة التي يجري الترويج لها في أربيل يصعب أن تتحقق ما لم يتم إبعاد حزب البارزاني عن رئاستها".

وتابع أحمد، في حديث لـ"العربي الجديد": "جميعنا يعلم من الذي تسبب بضياع حقوق الأكراد التي حصلوا عليها عبر مسيرة نضال لعشرات السنين"، موضحاً أنّ الوحدة ضرورية لكنها يجب أن تتم بعيداً عن قيادة حزب البارزاني.


وتابع "لا يوجد أحد يختلف مع توجهات الذهاب إلى بغداد بكتلة كبيرة، لكن ذلك يجب أن يكون مسبوقاً باتفاق كردي على جميع التفاصيل الجزئية المتعلقة بتوزيع المناصب بين القوى الكردية".

يشار إلى أنّ أكراد العراق اعتادوا منذ أول انتخابات أجريت عام 2005 على الحصول على منصب رئيس الجمهورية، ووزارة سيادية، وعدد من الوزارات والمناصب المهمة الأخرى.

المساهمون