اجتماع الكويت: أميركا مستعجلة لتأسيس "التحالف العربي ضد إيران"

اجتماع الكويت: أميركا مستعجلة لتأسيس "التحالف العربي ضد إيران"

الكويت

خالد الخالدي

avata
خالد الخالدي
12 سبتمبر 2018
+ الخط -
اجتمع رؤساء أركان جيوش دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم الأربعاء، في الكويت، مع القيادة المركزية الأميركية، وقادة جيوش مصر والأردن، لبحث سبل التعاون العسكري المشترك، وسط دعوات لتنحية كافة الخلافات الجانبية بين البلدان، والعمل على تأسيس تعاون عسكري مشترك لمواجهة "النفوذ الإيراني" في المنطقة و"خطر الجماعات المسلحة".

ويأتي هذا الاجتماع الموسع عقب يومين من اجتماع آخر أجراه رؤساء أركان جيوش مجلس التعاون الخليجي، هو الأول من نوعه بين دول مجلس التعاون دون وجود أطراف خارجية منذ اندلاع الأزمة الخليجية منتصف العام الماضي. وناقش المجتمعون سبل تطوير العلاقات العسكرية وإمكانية إنشاء حلف عسكري عربي شبيه بحلف شمال الأطلسي "الناتو" لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، بتمويل خليجي، وإمكانيات عسكرية أميركية.

وقال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأميركية، أثناء الاجتماع، إن المنطقة تعاني من تهديدين متواصلين، هما أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والمنظمات المتطرفة العنيفة، وطالب بتنحية كل الجوانب الأخرى للحفاظ على الأمن القومي المشترك.


بدوره، قال رئيس أركان الجيش الكويتي، الفريق ركن محمد الخضر، إنه "يأمل أن تؤدي الخطوات الأولى لهذا التنسيق المشترك نحو شراكة وتكامل دفاعي منشود بين كل الأطراف، لتنمية قدراتنا العسكرية في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية".


ويعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه بين قادة الجيوش الخليجيين والقيادة المركزية الأميركية، بالإضافة إلى قادة جيشي مصر والأردن، عقب الأزمة الخليجية، حيث جرى الاجتماع الأول في الرياض برعاية أميركية، وبحضور رئيس أركان الجيش القطري، غانم شاهين الغانم.

ومن المنتظر أن تنظم القيادة المركزية الأميركية سلسلة من الاجتماعات الأخرى لبحث تشكيل هذا التحالف المرتقب، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة في ما يخص الجوانب العسكرية، فيما تترك الجوانب السياسية لرؤساء البلدان.

لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، عبدالله الشايجي، يرى أنه "لا يمكن لأميركا وضع العربة قبل الحصان، ومشروع الناتو العربي مشروع سراب وخيال، ويجب قبل تشكيل الناتو العربي أن نحل الأزمة الخليجية، ونوحد المواقف، ونعرّف العدو، والعقيدة العسكرية لنا مع مصر والأردن".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد ضغط على قادة دول الخليج لإنهاء أزمة حصار قطر والعمل على تشكيل جبهة موحدة لمواجهة إيران، بعد فرضه مزيدًا من العقوبات الاقتصادية عليها.

وناقش الرئيس الأميركي مع أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، في البيت الأبيض، سبل تطوير الدفاع الخليجي المشترك لمواجهة إيران، لكنه طالب في الوقت نفسه بتجاوز الأزمة وتفعيل دور الوساطة الكويتية بشكل أكبر.

لكن الشكوك تتزايد في مدى إمكانية المضي قدماً في هذا التحالف، مع وجود تخوفات كبيرة لدى الدول الخليجية الصغيرة، مثل الكويت وقطر، من هيمنة دول أكبر عليه، إضافة إلى أن عمان تتبنى موقفاً مغايراً لمواقف دول المنطقة تجاه إيران، بينما لا يزال ملف الحرب على اليمن، والذي شاركت فيه الدول الخليجية عدا عمان، عالقاً حتى الآن بسبب فشل السعودية والإمارات في تسجيل انتصارات عسكرية حاسمة على جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).


وفي السياق، يقول الباحث السياسي والأكاديمي في جامعة الكويت، عبد الرحمن المطيري،  لـ"العربي الجديد": "لا ندعو للتفاؤل المفرط في ما يخص تشكيل تحالف عربي – أميركي، لأن الحديث عن استنساخ تجربة الناتو في المنطقة هو حديث ساذج ومجرد تمنيات وأحلام من قبل بعض المحللين السياسيين، ولا أعتقد أن القادة العسكريين يريدون تطبيقه لاختلاف الظروف والمكان ووجود المشاكل السياسية".

ويضيف "نعم هناك تحالف، لكنه تحالف في الجوانب الفنية والمعلوماتية والاستخباراتية في ما يخص ملفين فقط، وهما مواجهة إيران والتنظيمات المسلحة، أما الحديث عن حل الأزمة الخليجية والتدليل على وجود هذه الاجتماعات فهو أمر غير ممكن، لأن الأزمة عميقة جداً، وأعتقد أن الأميركيين تنبهوا إلى هذه الخطوة فطلبوا من الدول الخليجية تنحية الخلافات في هذا الملف فقط، أي صنع جبهة عسكرية موحدة، دون بقية الجبهات الاقتصادية والسياسية حتى الآن على الأقل".

ذات صلة

الصورة

سياسة

يعتزم مجلس النواب الأميركي التصويت على مجموعة من العقوبات على إيران بعد الهجوم الذي شنّته على إسرائيل ليل السبت، فيما سيحاول تمرير مساعدات عسكرية لإسرائيل.
الصورة

سياسة

كشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية أن المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها الولايات المتحدة تفيد بأن الرد الإيراني المرتقب أصبح وشيكاً جداً.
الصورة

سياسة

قرّرت شعبة الأمن في وزارة الخارجية الإسرائيلية أن تغلق مؤقتاً 28 سفارة إسرائيلية حول العالم، تحسباً لإقدام إيران على الانتقام لغارة دمشق.
الصورة

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعليق مغادرة جنود الوحدات القتالية ثكناتهم العسكرية مؤقتاً، وذلك بناء على تقييمه للوضع، مؤكداً أنه في حالة حرب