بان يهدد قادة جنوب السودان بعقوبات لتنفيذ اتفاق السلام

بان يهدد قادة جنوب السودان بعقوبات لتنفيذ اتفاق السلام

27 فبراير 2016
تباطؤ في تنفيذ اتفاق السلام بجنوب السودان (فرانس برس)
+ الخط -

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، رئيس دولة جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، ورئيس المعارضة المسلحة، رياك مشار، من تبعات التباطؤ في تنفيذ اتفاقية السلام، وبعث برسائل تنبيه للضغط عليهما للالتزام بالاتفاقية التي وقعها الطرفان في أغسطس/ آب الماضي، لإنهاء الحرب الأهلية التي امتدت لما يزيد عن العامين.

وذكرت مصادر "العربي الجديد" أن بان كي مون تحدث مع القادة الجنوبيين بلهجة حادة، بسبب التباطؤ في تنفيذ اتفاق السلام، وكذلك الانتهاكات التي ارتكبت أخيرا، فضلا عن تحميله الطرفين المسؤولية عنها، مشيرة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أبلغ كير ومشار بما ينتظرهما من عقوبات، في حال التمادي في عرقلة تنفيذ الالتزامات، بحيث أخبرهما أن لجنة أممية انتهت من صياغة لائحة عقوبات تطاول الطرفين، وسلمتها لمجلس الأمن، تمهيدا للمصادقة عليها، بينها عقوبات ستمس سلفا كير ومشار شخصيا، فضلا عن عقوبات بحظر السلاح.

وأمهل بان الطرفين حتى الأسبوع الثالث من مارس/ آذار المقبل لإعلان الحكومة الجديدة.

اقرأ أيضاً: السودان... أرضٌ تلد الانقسام

في السياق ذاته، أكدت مصادر أخرى، لـ"العربي الجديد"، أن دول أميركا وبريطانيا تتجه إلى إقرار عقوبات أحادية على دولة الجنوب، تطاول سلفا كير ومشار، بوضعهما ضمن "القائمة السوداء"، فضلا عن قرارات بحظر السلاح في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في إفادات أمام لجنة بمجلس النواب الأميركي، الأربعاء الماضي، إن كلاً من سلفا كير ومشار قد يواجهان عقوبات إذا لم يلتزما بتطبيق اتفاقية السلام، وشدد على جدية واشنطن في اتخاذ الخطوة، على اعتبار أن الدولة الجديدة وضعت في محك "أن تكون أو لا تكون".

وعقد الأمين العام للأمم المتحدة، في زيارة امتدت لساعات لجوبا، الخميس الماضي، لقاء مغلقا مع رئيس جنوب السودان، أعقبه اتصال هاتفي بزعيم المعارضة المسلحة، تناول، أساساً، تنفيذ اتفاقية السلام.

وقال المسؤول الأممي، في تصريحات بعد اللقاء، إن على حكومة الجنوب أن تتحمل مسؤولياتها في حماية سكانها، وطالب الفرقاء الجنوبيين بالإسراع في تنفيذ عملية السلام، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فضلا عن وقف إطلاق النار، موضحا أن الالتزام بالسلام "ليس خيارا، وإنما واجب"، قبل أن يشدد: "رسالتي للقادة الجنوبيين واضحة، وهي وضع السلام فوق السياسية، والبحث عن تسويات، ورفع العراقيل أمام تنفيذ الاتفاقية، وتشكيل الحكومة دون تأخير".

اقرأ أيضاً: تعيين مشار نائباً لميارديت: خطوة نحو سلام جنوب السودان

وتعليقا على زيارة بان كي مون لجوبا، يرى المحاضر بجامعة هارفت الأميركية، لوكا بيونق، أنها تأتي بعد الأحداث المأساوية التي شهدتها مدينة ملكال، حيث قتل نحو 17 من المتواجدين داخل مخيمات الأمم المتحدة، فـ"الحادثة تضع المنظمة الأممية أمام إشكال حقيقي"، يوضح بيونق، قبل أن يضيف أن الأمين العام للأمم المتحدة جاء، شخصيا، ليؤكد على مدى خطورة الواقعة.

ويرى مراقبون أن تنفيذ اتفاقية السلام لا تتصل خيوطها بسلفا كير ومشار فقط، بعد أن اتضح ضعف سيطرتهما على قواتهما، ووجود أطراف تقف ضد اتفاق السلام، وتعمل على عرقلته لتأثر مصالحهما، سواء داخليا أو إقليميا.

وقبيل مغادرة الأمين العام لجوبا، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، أمس الجمعة، تعرض مجمع تابع لها للنهب، وسط اشتباكات تسببت في إصابة 35 شخصا بجنوب السودان، دون تحديد هوية المعتدين، كما وقعت اشتباك بمقاطعة البيبور بولاية جونقلي، الثلاثاء الماضي، أصيب خلالها 35 شخصا.

وارتباطا بموضوع تنفيذ اتفاقية السلام، وافقت دول أميركا وبريطانيا والنرويج، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، على المساهمة في إيجاد حل للمشكلات اللوجستيكية التي تعطل نشر قوات المعارضة المسلحة بجوبا، تمهيدا لوصول رئيسها رياك مشار، لاستلام مهامه كنائب أول لرئيس جمهورية جنوب السودان، منتصف مارس/ آذار المقبل.

اقرأ أيضاً: مسلحون يهاجمون قاعدة للأمم المتحدة..تؤوي مدنيين في جنوب السودان