اجتماع أمني طارئ في بغداد وترقب لقرارات حاسمة​

اجتماع أمني طارئ في بغداد وترقب لقرارات حاسمة​

02 يناير 2017
يعقد العبادي اجتماعاً مع قيادة عمليات بغداد (فرانس برس)
+ الخط -
تعيش العاصمة العراقية بغداد انتكاسة أمنية خطيرة في ظل تصاعد أعمال العنف والتفجيرات المتواصلة منذ عدّة أيام، بينما يطبق الصمت على الجهات الأمنية التي لم تستطع حتى إدانة وشجب تلك الأعمال، في وقتٍ ينتظر فيه عقد اجتماع أمني طارئ للقيادات الأمنية لاتخاذ قرارات وصفت بـ"المهمة".

 
وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الانتكاسة الأمنية التي تعيشها العاصمة لا تتحمل مسؤوليتها جهة واحدة، بل إنّ المسؤولية تقع على عاتق الجميع"، مبيّناً أنّ "قيادة العمليات أبلغت رئيس الحكومة حيدر العبادي، أنّ لا خيار أمامها سوى تشديد الإجراءات الأمنية".
 
وأضاف الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ "القيادة ردّت على كتاب استفسار من العبادي، بأنّ القيادة وضعت الخطط اللازمة، لكنّها لا تملك أجهزة حديثة. كما أنّ البعد الاستخباري ضعيف، وأنّ هذه الأسباب هي خلل رئيس في عمل المنظومة الأمنية، فلا قدرة للمواجهة بأجهزة كشف متفجرات فاشلة". وبيّن أنّ "الملف يشرف عليه رئيس الحكومة بشكل مباشر، وأنّ الخطط يتم إطلاعه عليها أولا بأول، لكن هناك جهات سياسية وحزبية تحاول أن تلقي بالمسؤولية كلها على عاتق قيادة العمليات".


كما أشار إلى أنّه "من المقرر أن يعقد العبادي، مساء اليوم، اجتماعاً طارئاً مع قيادة العمليات، لبحث أسباب الانتكاسة الأمنية، واتخاذ حلول عاجلة وقرارات مهمة بهذا الصدد"، لافتاً إلى أنّ "قيادة العمليات أعدّت دراسة شاملة للملف الأمني، وحدّدت نقاط الضعف والتقصير الذي تتحمله القيادة، والذي تتحمله الجهات الأخرى، فضلا عن وضع للحلول المطلوبة، وستعرضها في الاجتماع لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها من قبل العبادي".
 
وبحسب الضابط، "تم اليوم تكثيف الإجراءات الأمنية بشكل مضاعف في المناطق الحساسة في بغداد، ووضع نقاط مرابطة قرب الأسواق، والمناطق التي تشهد حركة تجارية كبيرة".
 
من جهتها، انتقدت فصائل مليشياوية الانتكاسة الأمنية في بغداد وعدد من المناطق، وطالبت بـ"وضع خطة لملاحقة الخلايا النائمة المرتبطة بتنظيم داعش".
 

وقالت مليشيا النجباء، في بيان صحافي، إنّ "الخلايا النائمة تنشط بين فترة وأخرى في بعض المناطق، وتتطلّب ضرورة إجراء ممارسات أمنية في تلك المناطق المشبوهة، وعدم التهاون في هذا الأمر لأجل حماية أرواح المواطنين". ودعت الأجهزة الأمنية إلى "زيادة زخم الإجراءات الأمنية في المناطق الموبوءة".

وتتوالى عمليات التفجير، منذ صباح اليوم، إذ "بعد التفجيرات التي وقعت على امتداد النهار، انفجرت، مساء اليوم، سيارة مفخخة كانت مركونة قرب محال تجارية في منطقة الزعفرانية، شرق بغداد".

وأكد مصدر أمني، لـ"العربي الجديد"، أنّ "التفجير أوقع أربعة قتلى وثمانية جرحى على الأقل"، مضيفا أنّ "تفجيرا آخر أعقبه في منطقة الغزالية، غرب العاصمة، نفذ بعبوة ناسفة وضعت قرب محال تجارية، أوقع قتيلين وثلاثة جرحى".

وأشار المصدر إلى أنّ "الأسواق والمناطق التجارية في عموم العاصمة، سجّلت حركة ضعيفة جدا مساء اليوم، بينما تسود حالة من الخوف والرعب من وقوع تفجيرات أخرى".

وتأتي هذه التفجيرات في وقت تصاعدت فيه وتيرة العنف منذ عدّة أيّام في بغداد ومناطق أخرى خارجها، وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مسؤوليته عن التفجيرات التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والقوات الأمنية.