الملك السعودي يلتقي الرئيس اللبناني: تعزيز العلاقات

10 يناير 2017
الرئيس اللبناني ليس متفائلاً كثيراً بالزيارة (Getty)
+ الخط -


عقد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، اليوم الثلاثاء، في قصر اليمامة بالرياض، جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون، وتمّ استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، وتطورات الأحداث في الساحتين العربية والدولية.

وتأزمت العلاقات السعودية – اللبنانية خلال العامين الماضيين، بسبب ما تعتبره الرياض هيمنة "حزب الله" على القرار اللبناني، ومشاركته بالقتال في سورية إلى جانب نظام بشار الأسد، الأمر الذي ترفضه الرياض، التي تدعم المعارضة السورية المسلحة، وتصر على رحيل الأسد في أي تسوية قادمة.

وتأتي أهمية الزيارة للرئيس اللبناني إلى الرياض، وهي أولى رحلاته الخارجية بعد تسلّمه السلطة، لاعتباره أهم مناوئي السعودية في لبنان، إن كان تاريخياً من خلال رفضه لاتفاق الطائف، أو من خلال تحالفه مع "حزب الله" بعد عودته إلى لبنان عام 2005.

وكانت الرياض قد أعلنت في فبراير/ شباط 2016 الماضي، إيقاف إرسال المساعدات العسكرية المقررة للجيش اللبناني، تقدر بثلاثة مليارات دولار، إضافة إلى مليار دولار كان من المتفق أن تقدم إلى قوى الأمن الداخلي اللبناني. وتسلّم لبنان فعلياً جزءاً من الأسلحة بناء على هذه المساعدات، لكن السعودية حوّلت بقية العقود التي لم تسلم، وكانت مع فرنسا، إلى الجيش السعودي.

وبررت الرياض إيقاف المساعدات بـ"مصادرة ما يسمى بحزب الله لإرداة الدولة اللبنانية" إضافة إلى"المواقف اللبنانية المناهضة للسعودية"، بحسب البيان السعودي آنذاك.

وجاء هذا القرار عقب تراكم عدة مشكلات بين السعودية ولبنان، أبرزها تدخل "حزب الله" في سورية، وامتناع لبنان عن التصويت لصالح إدانة اقتحام المقرات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ما اعتبرته الرياض انحيازاً لبنانياً إلى طهران.

بدوره، أكد عون، في حديثٍ لقناة "الإخبارية السعودية"، أمس الاثنين، أن "العلاقات السعودية اللبنانية تأثرت بالأحداث التي جرت في الدول العربية، وحدثت شوائب غير واضحة بالنسبة للبلدين"، مؤكداً رغبته بـ"تبديد الالتباسات، حاملاً المودة والصداقة للشعب السعودي".

ويبدو أن الرئيس اللبناني ليس متفائلاً كثيراً بالزيارة، لكنه أكد "سنرى إن كان بإمكاننا أن نحقق أي شيء إيجابي للموقف الحالي"، على حد وصفه.

وأشار في تصريحه إلى أنه يحاول "الحفاظ على الأمن والاستقرار ضمن الحدود اللبنانية"، مشدداً على ما يمثله ملف اللاجئين السوريين من مشكلة في لبنان، ما يرجّح رغبة عون بالحصول على "دعم سعودي في ملف استقبال لبنان للاجئين".

وأضاف "تضاعف عدد سكان لبنان في هذه المرحلة بشكلٍ سريع في فترة زمنية غير معقولة، وهنا نتحمل أعباء مادية كبيرة ونتحمل أيضاً زيادة في الجريمة".

يذكر أنّ الرياض تقدم مساعداتها إلى اللاجئين السوريين في الأراضي اللبنانية والأردنية والتركية والسورية، إما عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وإما عبر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

من جهةٍ أخرى، حاول عون أن يؤكد "موقفاً لبنانياً بشأن سورية، لا يغضب السعودية، فقال "الحروب الداخلية لا تنتهي إلا بحل سياسي. نتمنى إيجاد حل سياسي سلمي في سورية، يسمح بإعادة النازحين وإعادة الإعمار".

كما تحدث عن محاربة الإرهاب "على الحدود اللبنانية"، مبدياً رغبته بالتعاون مع السعودية في هذا المجال، مضيفاً "نحن بحاجة إلى التعاون مع المملكة وكل دول العالم لمواجهة الإرهاب".

يذكر أن غياب لبنان عن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، والتي أعلنت الرياض عنه في ديسمبر/كانون الأول 2015، يعد أحد مؤشرات تأزم العلاقات بين البلدين، ودلالة أخرى على دخول لبنان في المحور الإيراني في المنطقة، من وجهة نظر الرياض.


وكان عون قد استهل اليوم الثاني من زيارته، بلقاء كل من وزير الثقافة والإعلام عادل بن زيد الطريفي، ووزير التجارة والاستثمار ماجد بن عبد الله القصبي. وتم خلال اللقاءات عرض آفاق التعاون بين البلدين.

وأكد القصبي أن "لبنان جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، واستقراره وأمنه هما استقرار للمنطقة". وأضاف "لا شك أن الاستقرار في لبنان سيشجع عودة السياحة، ونأمل تعزيز أمن السائح السعودي، لأن الأمن هو الجاذب الأول".

كذلك، عقد عدد من أعضاء الوفد اللبناني لقاءات ثنائية مع نظرائهم السعوديين، فالتقى وزير التربية اللبناني مروان حمادة نظيره السعودي أحمد العيسى. والتقى وزير المال علي حسن خليل نظيره السعودي محمد الجدعان، الذي أكد بعد اللقاء، "تسريع إنهاء اتفاقية الازدواج الضريبي".

كما التقى وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري، وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد بن عبد الله القصبي. 

بدوره، أشار وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي، بعد لقائه نظيره اللبناني ملحم رياشي، إلى أن "لبنان لديه مشكلات حدودية كثيرة، وهو يتحمل جزءاً كبيراً من أعداد اللاجئين، وقد شهد مرحلة من الفراغ الرئاسي، ربما أثرت على علاقاته بالدول".