الشرقاط العراقية.. ألغام "داعش" تصطاد الهاربين من الموت

الشرقاط العراقية.. ألغام "داعش" تصطاد الهاربين من الموت

27 يوليو 2016
الطريق مزروع بآلاف العبوات الناسفة (getty /STR)
+ الخط -


أعلن مسؤول حكومي في إدارة محافظة صلاح الدين شمال العاصمة بغداد، اليوم الأربعاء، عن مقتل امرأة وثلاث من بناتها أثناء محاولتهن الهروب من مواقع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، نحو المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة العراقية، في ثالث حادث من نوعه خلال يومين، ليبلغ مجموع من قتل وأصيب بسبب عبوات تنظيم داعش 29 مدنياً، غالبيتهم نساء وأطفال.


وسيطر تنظيم "داعش" على قضاء الشرقاط الواقع شمال تكريت في شهر يونيو/ حزيران من عام 2014. ويعد القضاء من أهم معاقل التنظيم في محافظة صلاح الدين. وتسعى القوات الحكومية إلى تحريره والقيارة من قبضة التنظيم، والذي بات شبه محاصر، وتنتظر القوات العسكرية الأوامر لاقتحام البلدتين، والاتجاه منهما لتحرير نينوى، شمال البلاد.

ويقول فارون من مناطق سيطرة "داعش"، إن الجثث تنتشر على طريق الموت، وإن الكلاب والضباع باتت تأكل لحوم النازحين الذين يموتون، إما بسبب الجوع والعطش، أو جراء انفجار العبوات الناسفة، المزروعة في طريق الهروب.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، ناظم العزاوي، إن "القتل بات عنوان النازحين، فخلال الأسبوع الحالي فقدنا أكثر من 14 مدنياً في منطقة جزيرة الشرقاط وتلال الباج التابعة لقضاء الشرقاط (60 كيلومترا شمال محافظة تكريت)، وآخرها اليوم، مقتل عائلة مكونة من الأم وثلاث بنات، بتفجير عبوة ناسفة، أثناء محاولتهن الهرب من الشرقاط إلى قضاء بيجي".

وأضاف "فخخ تنظيم (داعش) الطرق، كما أنه يهاجم بالصواريخ بعيدة المدى، العوائل التي تهرب من الشرقاط والقيارة، باتجاه قضاء بيجي"، مؤكداً أن عدد "النازحين تجاوز 8 آلاف، وهناك جهود كبيرة من قبل محافظ صلاح الدين، أحمد الجبوري، ومجلس المحافظة لإغاثة النازحين وتقديم المساعدات لهم".

من جهته، قال أحد شيوخ عشائر الشرقاط، ويدعى محمد خلف الجبوري في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الأم التي لقت مصرعها هي من قضاء الشرقاط، وتدعى نورس أحمد الجبوري، بحيث هربت وبناتها الثلاث عبر طريق تلول الباج، وفي الطريق انفجرت عبوة ناسفة وقتلتهن، وكانت العائلة قد اقتربت من المناطق التي تخضع لسيطرة القوات الأمنية العراقية، لكن الموت وصل إليهن قبل بلوغهن المخيمات".

وأضاف أن "جثث العائلة الأربع نقلت إلى مستشفى عسكري، تمهيداً لدفنها في مقبرة بيجي للنازحين"، معرباً عن أسفه لهذا القدر الذي بات يخيم على العراقيين. وأوضح أن "مأساة النزوح كبيرة جداً، وبات العراقي بين نار (داعش) والعبوات التي زرعها في الطرقات، أو البقاء في البيوت والموت جوعاً، أو انتظار قصف الطائرات".

من جهته، قال أحد النازحين من قضاء الشرقاط، ويوجد حالياً في قضاء بيجي، سلمان القيسي، إن "المسافة التي يقطعها النازحون من الشرقاط إلى بيجي عبر طريق تلول الباج (شمال صلاح الدين)، تصل الى 40 كيلومتراً، وهذا الطريق مزروع بآلاف العبوات الناسفة، والعوائل تسلك طرقات متعددة للهروب، ومن لا يعرف الطرق الملغومة سيكون مصيره مأساوياً، ككثير من المدنيين".


المساهمون