تجارة المخطوطات المالية في موريتانيا.. النهب المنظّم
أصيب المالي إسماعيل با بنوبة من هيستريا الضحك، تخفي ورائها آثار الخوف والفزع الشديدين، بينما يتذكر كيف نجا ورفاقه من الشرطة الموريتانية، أثناء قيامهم ببيع عدد من المخطوطات النادرة، القادمة من مدينة نمبالا الواقعة في الغرب المالي، في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
حصل با ورفاقه على المخطوطات من مكتبة عامة، إثر فوضى ضربت مدينتهم نمبالا، بعد هجوم جماعة مسلحة على المدنية أول العام، في يناير/ كانون الثاني، وينوي إسماعيل ورفاقه إنفاق ثمن المخطوطات المسروقة، خلال فترة بقائهم في نواكشوط للبحث عن عمل هناك.
يرى إسماعيل با في بيع المخطوطات "تجارة ممتازة"، تضمن لأي قادم من مناطق الوسط أو الشمال المالي، دخلاً مادياً يساعده على ظروف العيش خلال فترة البحث عن العمل التي عادة ما تمتد لأسابيع أو أشهر في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
يقول إسماعيل با، لـ"العربي الجديد"، بينما يتجول بشكل مسرع بين المارة وسط سوق إكلينيك بالعاصمة نواكشوط، إنه نجح في تهريب المخطوطات عبر معبر كوكي الزمال الواقع على الحدود الموريتانية المالية، في الحوض الغربي بأقصى الشرق الموريتاني. ويقول إسماعيل: "كانت مغامرة حقيقية حين فكرنا في بيع المخطوطات النادرة، ما جعلنا نعتبر أنفسنا قيد الاعتقال والسجن في أي وقت".
استنزاف تاريخ المنطقة
في موريتانيا عشرات من تجار المخطوطات المالية مثل إسماعيل، هؤلاء يصولون ويجولون بين موريتانيا ومالي، ما أدى إلى تعرض تراث المخطوطات في هذه المنطقة إلى استنزاف كبير، خلال الفترة التي حكمت فيها الحركات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي العديد من المدن المالية المليئة بالمخطوطات، مثل تمبكتو وغيرها من مدن الشمال والشرق المالي.