"أوسي" العظيمة

"أوسي" العظيمة

08 يوليو 2015
تماثيل عذراى كارواي جنوب اليونان
+ الخط -

أحسنتِ يا بلاد الإغريق صنعاً، مهما ستكلّفك قولة "أوسي" العظيمة. اليوم أعتبرك يا سيد ألكسيس تسيبراس، شاعراً يعمل في منصب رئيس حكومة. على الحيزبون البرلينية أن تكفّ عن التسلط على أحفاد الفلاسفة المؤسّسين.

إنّ "حمقى اليونان مالياً واقتصادياً" كما وصفهم رأسمالي أوروبي، أثبتوا أنهم يؤمنون بالكرامة، على معدة مربوطة، ولا عدم الكرامة على معدة مربوطة أيضاً.

من هو الأحمق إذن؟ أليس حدثاً مبشّراً، وبالخصوص على صعيد ثقافي، أن نتابع أول شعب أوروبي يخرج بغالبيته ويقول لا لليبرالية المتوحّشة، بأمل أن تعقبه شعوب أخرى، مهما يقلّ الزاد في سلال الفقراء ومهما يستوحش زبانية الرساميل؟

فلم توحش الطريق إلا بأفاعيل هؤلاء، ولن يخرب العالم إلا بما تصنع أيديهم. لقد دمروا الهواء والطبيعة، وسحقوا دولاً وشعوباً، مقابل أن تتحكّم في سبعة مليارات ونصف المليار إنسان، عصابةٌ معدودة لو أُخِذت لموقف باصات، فلن تملأ غير باصّين اثنين.

هل من أدنى المنطق، أن يعمل ملحُ الأرض كلّهم خدماً وأقناناً لركاب باصين من ذوي الدم الأزرق؟

نحلم بـ"أوسيات" تنبت كالرحمة المهداة في غير رقعة من رقاع الأرض.

نحلم، ونعرف جيداً استحقاقات هذا الحلم.

لا خيارات أخرى أمام البشرية المعذّبة.

أما أنتِ يا مهوى سقراط، فلديك الزراعة وبعض السياحة، والكثير الكثير من كدّ شعبك الدافىء الحميم.

المجد لمن قالوا لا (وهم حوالي 62%) في وجه من قالوا نعم (وهم باقي الشعب اليوناني، ومن خلفهم إرهاب كل حكومات الغرب وأميركا). والمجد لمن سيقولها بعدهم.

المساهمون