"الحديث النبوي كمرجعية علمية": أسئلة تتجدّد

"الحديث النبوي كمرجعية علمية": أسئلة تتجدّد

10 يناير 2018
(من ملصق الندوة)
+ الخط -
"ظهور الحديث النبوي كمرجعية علمية" هو عنوان الندوة الدولية التي ينظمها "المعهد الدومينيكي للدراسات الشرقية" في القاهرة في "قاعة محمد عبده" في جامعة الأزهر أيام 11 و12 و13 من الشهر الجاري.

تطرح الندوة الجدل المعاصر حول دور العلوم الإنسانيّة ومناهج التأويل الحديثة في تأويل القرآن وتفسيره، وإن كان من الممكن الاعتماد على مناهج العلوم الإنسانيّة كأحد مصادر عمليّة تفسير القرآن، أم أنه ينبغي الاكتفاء بمناهج التأويل والتفسير التقليديّة بلا إضافة شيءٍ جديد عليها.

يعود المنظمون إلى الفترة التي تمتد ما بين القرن الرابع والثامن الهجريين، حيث شاع الاعتماد على الحديث النبويّ كمرجعيّة علميّة في العلوم الإسلاميّة، وأحد أهمّ أدوات تفسير القرآن. ويخوض نفس الجدل اليوم تياران، هما اصطلح على تسميتهما بـ التقليدي والحداثي.

يلفت بيان الندوة إلى أنه "ومنذ القرن الثاني الهجريّ/الثامن الميلاديّ يواجه العلماء المسلمون المفارقة التالية: كيفيّة تفسير مصدرٍ قطعيّ الثبوت وهو القرآن الكريم من خلال مجموعة نصوص مصداقيتها قابلة للنقاش، بل تمّتْ مناقشتها بالفعل، وهي الحديث؟".

يتوسّع المشاركون بحثاً في التأثيرات المتبادلة بين الحديث والفقه والتفسير وعلم الكلام والتصوّف، بحيث تشمل الأوراق هذا النوع من التأثيرات في علوم النحو والفلسفة والطب؛ حيث يتطرّق الباحثون إلى أسئلة من نوع "هل اعتمد العلماء على الحديث النبويّ اعتماداً متساوياً في العلوم الدينيّة مثل الفقه والتفسير والكلام والتصوّف؟ وهل تناول العلماء في ممارساتهم الفعليّة الأحاديث النبويّة والأحاديث القدسيّة والآثار بشكلٍ مختلف؟".

كما تفكر الأوراق في الاعتماد على الحديث كمرجعيّةٍ علميّة بالمتن والإسناد على حدٍّ سواء، والأغراض التي استخدم من أجلها الحديث، سواء أكانت لإعطاء طابعٍ إسلاميّ للعلوم والمعارف، أو لمنح مرجعيّة نبويّة للمعارف المطروحة، مع التساؤل حول مكانة الأحاديث الضعيفة ولماذا استمر الاعتماد عليها رغم تصنيفها هكذا.

الندوة التي يحضرها أبرز الباحثين في مجال التأويل والفقة الإسلامي ودراسات الخطاب الديني، تضم الباحثين وليد صالح أحد أبرز الباحثين في سؤال النظريّة التي تبرّر أو تجعل من الضروري الاعتماد على الحديث النبويّ، والمحاضر في جامعة "تورنتو"، والذي بحث في الكيفية التي استخدم بها العلماء التأويل الأصوليّ.

من المشاركين العماني عيد الطارشيّ، ويبحث في "الحديث النبويّ كمرجعيّة علميّة عند الإباضيّة في عمان"، ومن مصر أحمد وجيه حول "موقع الحديث النبويّ من البنية الاستدلاليّة لعلم الكلام: كتاب أساس التقديس للرازيّ نموذجاً"، ويشارك الفرنسي جيوم دفو بدراسة تأويليّة حول "حديث العلماء ورثة الأنبياء"، وإلياس أمحرار من فرنسا أيضاً ويناقش "العقلانية والحديث عند الخطيب ومن المغرب عبد الـكريم شتويّ ويحاضر حول الحديث كمجرعية شرعية، ويحضر من مصر كل من علاء بدويّ حول "الرؤى الحديثيّة في معالجة وباء الطاعون واستخداماتها في العصر المملوكيّ" وخديجة جعفر حول "مرجعيّة الحديث النبويّ عند القاضي عبد الجبّار".

المساهمون