الإخوة خوري يستعيدون "الأمير أحمد"

الإخوة خوري يستعيدون "الأمير أحمد"

28 يناير 2014
+ الخط -
شكلت تجربة فيلم "مغامرات الأمير أحمد" في العام 1926، كأول فيلم رسوم متحركة، طويل في تاريخ السينما، من إخراج الألمانية "لوتة راينجر" (1899 -1981)، تحديا للموسيقيين الذين صنع عددا منهم موسيقى تصويرية لهذا العمل الفني، طوال العقود الماضية، غلب عليها جميعا طابعا استشراقيا.

استوحيت قصة الفيلم من حكايات "ألف ليلة وليلة"، وتم تنفيذه باستخدام تقنية خيالات الظل. وعمل على تأليف موسيقاه الأصلية الموسيقي الألماني "ولفغانغ زيلر". لكن فيلم "مغامرات الأمير أحمد" ظل محط أنظار موسيقيين كثر بعدها، وشهد جدلاً موسيقياً واسعاً على مدى عقود، حيث أن الموسيقى الأصلية التي وضعها "زيلر" كانت سيمفونية بشكلها الغربي الكلاسيكي، لا تنسجم ولا تعبر عن أجواء الفيلم المستوحى من حكايات "ألف ليلة وليلة". تبعهتها تجارب ومحاولات عدة من قبل موسيقيين لوضع موسيقى جديدة تُعبر عن أحداث الفيلم و"طبيعته الشرقية"، وكان من بين هذه المحاولات ما قدمه الموسيقي الفرنسي من أصول كاتالونية "رينو غارثيا فونس" الذي عمل على موسيقى جديدة للفيلم في 2011.

وافتقرت تلك المحاولات إلى عنصر غاية في الأهمية؛ وهو البعد الثقافي والفني المتعلق بتقديم أي عمل ينتمي إلى ثقافة أخرى، حيث نجد موسيقى الفيلم المستوحى من الـ (Arabian Nights) لا تمت بأي صلة للأجواء الشرقية والعربية، وهذا ما انتبه إليه الثلاثي الفلسطيني "الأخوة خوري" ليعملوا على تأليفٍ موسيقيٍ جديدٍ لـ"مغامرات الأمير أحمد".

وعن التجربة الجديدة، يقول العازف والمؤلف الموسيقي إيليا خوري في حديث لـ "الجديد"، أن فكرة وضع موسيقى جديدة لفيلم "مغامرات الأمير أحمد" بدأت في العام 2006، بطلب من معهد "غوتة" في الأردن، حيث تم حينها تأليف مقطوعة موسيقية لمدة خمسة عشر دقيقة من الفيلم، ومن ثم انتقل الاخوة خوري إلى باريس حيث عملوا هناك على وضع تأليفٍ موسيقيٍ كاملٍ للفيلم.

اشتغل الأخوة خوري على الصورة بشكلٍ ملفت؛ من خلال توليفة موسيقية تمزج بين الموسيقى الشرقية والجاز والفلامينكو وغيرها، في خمس وستين دقيقة مدة الفيلم كاملا.

نقلات موفقة في اللحن والإيقاع، مقامات عربية حاضرة بقوة، تنتقل بسلاسة إلى الجاز بين حين وآخر، وفي مقاطع أخرى نستمع لحوار بين الساكسفون والترومبون، العود والقانون، مازجة أنماطاً موسيقية مختلفة.

ويقول خوري إن "هذه التوليفة فرضها الفيلم، إذ أن الموسيقى العربية التقليدية غير قادرة وحدها على التعبير عنه، وفي المقابل تقف الموسيقى الغربية بمفردها عاجزة عن ذلك، فكان من الضروري المزج بين أنماط موسيقية عدة، لتكون المحصلة مزيجاً متجانساً يساعد الصورة ويبرز الأحداث الخيالية في الفيلم".

يشار إلى أن موسيقى "مغامرات الأمير أحمد" من إنتاج معهد العالم العربي في باريس، كما أنه الإصدار الأول للمعهد الذي يجمع بين الفيلم السينمائي والموسيقي. وتتولى شركة "هارمونيا موندي" الفرنسية توزيعه.

رابط لمشروع خوري الموسيقي - مغامرات الأمير أحمد
https://www.youtube.com/watch?v=UfkhefiOxC8

 

موقع الإخوة خوري:

www.thekhouryproject.com 

دلالات

المساهمون