متعة القراءة الجماعية

15 يوليو 2015
نهر الكتب/ ملبورن أستراليا
+ الخط -

قضيت مؤخراً أمسية رائعة في نيويورك مع مجموعة من القرّاء الذين اختاروا إحدى رواياتي للقائهم الشهري. وتفاجأت عندما وصلتُ إلى بيت السيدة التي اتصلت بي واستضافتني، حين وجدت شخصين فقط، ولكن سرعان ما اكتشفت أن ثمة ثلاث مجموعات من القراء في بكين ولوس أنجلس وباريس كانت على اتصال مع الحاضرين عن طريق سكايب.

طلبت منهم أن يتصرّفوا بعفوية كأني غير موجود، فكانت ملاحظاتهم وتعليقاتهم عميقة. من حين إلى آخر، كنت أجيب على بعض الأسئلة والاستفسارات.

كل واحد منهم ركّز على جوانب تهمّه بحكم اختصاصه، مثلاً استفدت كثيراً من المخرج السينمائي الذي تناول الرواية من زاوية التقنيات السينمائية كالمونتاج وبناء الشخصية. وانكبت عضوة في النادي، وهي أكاديمية في علم النفس، على تحليل إحدى شخصيات الرواية وكشفت عن جوانب مدهشة لم أنتبه إليها من قبل.

كان لديّ اعتقاد راسخ لفترة طويلة أن القراءة متعة فردية بامتياز، ولكني تعلّمت من هذه التجربة أن القراءة يمكن أن تكون متعة جماعية أيضاً.

إن للقراءة مستويات متعدّدة وكل قراءة تختلف عن الأخرى، فعندما نقرأ رواية مثلاً ونتعلق بشخصياتها ونغوص في أجوائها، فإن أضواءها تنعكس على حياتنا وتجاربنا وذاكرتنا مما يقلل من الدوائر المغلقة والمظلمة، ويجعل رؤيتنا للعالم أكثر وضوحاً وانفتاحاً.

المساهمون