"في مديح المتجر الصغير": عن نهاية عالم

"في مديح المتجر الصغير": عن نهاية عالم

23 مارس 2020
(سوق في أحد أحياء باريس، Getty)
+ الخط -

منذ أن ظهرت المخازن التجارية الكبرى حول العالم مثل "كارفور"، و"سي تاون" وإلى جانبها مواقع البيع الكبرى مثل "أمازون" و"إي باي"، تراجَع دور المتاجر الصغيرة والمخازن المخصصة للبيع بالتجزئة في الأحياء في مدن العالم، وكسدت مفاهيم البقالات والدكاكين الصغيرة.

وبين تأثير المتاجر الكبرى على المحلات الصغيرة، وأثر التسوق الإلكتروني على المخازن الواقعية، لا بدّ أن لهذه الظواهر دور في حركة الاقتصاد بل وفي العلاقات الاجتماعية التي يلعب فيها المتجر الصغير دوراً أساسياً.

الكاتب الفرنسي وأستاذ علم الاجتماع فنسنت شابول يناقش هذه المسألة من نواحٍ ليست اقتصادية فقط بل سوسيولوجية في كتابه "في مديح المتاجر: ضد الأمازونية"، والذي صدر مؤخراً عن "غاليمار".

يشير تعبير "نهاية عالم التجزئة" الذي يجري تداوله اليوم إلى موجة إغلاق عدد كبير من المتاجر في الولايات المتحدة على مدى السنوات العشر الماضية. وإن كانت الحركة هذه في أوروبا وبلاد العالم لم تصبح واسعة بنفس النطاق ولكن تطوير التجارة الإلكترونية يتنافس مع المبيعات "المادية"، ويساهم في زيادة الشواغر التجارية في وسط المدينة وفي بعض مراكز التسوق.

ومع ذلك، فإن مستقبل الأسواق ومراكز التسوق ومحلات التوفير وأسواق السلع المستعملة أو المتاجر الكبرى، أو المكتبات ليست مختومة. على الرغم من رقمنة التسوق وظهور معايير استهلاك جديدة، لا يزال المتجر مكاناً مركزياً لإمداد الناس بمشترياتهم.

وإلى جانب دورها الاقتصادي في حركة السوق، فإن المتاجر الواقعية مكان اجتماعي وتتولّى وظائف أخرى في هذا السياق. ومن خلال عشرين فصلاً يضع الكاتب بين أيدينا نتائج للعديد من المسوحات الاجتماعية، ليقدّم في هذا الكتاب مساهمة جديدة في النقاش من خلال تسليط الضوء على الوظائف الرمزية والمنفعة الاجتماعية للمحلات الصغيرة الواقعية.

ماذا تفعل المتاجر للفرد؟ وماذا تقدّم للجتمعات الصغيرة التي تقام بينها غير الخدمات السلعية؟ لا يقدم الكاتب منشوراً للدفاع عن صغار التجار، بل يبحث في الأسباب التي تدفع كلّ فرد إلى تكريس ما متوسطه ساعتين ونصف في الأسبوع للشراء خارج منزله.

المساهمون