الأردن: أطفال الانتخابات عمل خارج القانون بمقابل مادي
وقفت الوالدة تُدقّق في سجلات الناخبين أمام مركز انتخابي في العاصمة الأردنية عمان، فيما انشغل ابنها البالغ من العمر 13 عاماً بتوزيع الدعاية لصالح قائمة مرشحة للانتخابات النيابية، مقابل أجر مالي سيحصل عليه بعد إغلاق الصناديق، إضافة لوعد بحصوله على وجبتين غذائيتين.
الطفل زكريا خالد، فرد من أسرة مكونة من خمسة أفراد، تعمل جميعها في حملة قائمة المرشحة، ويعرف عن نفسه في حديثه لـ"العربي الجديد": "بشتغل مؤازر"، ويكشف عن الأجر الذي سيتقاضاه" آخر اليوم راح يعطوني 20 ديناراً (نحو 28 دولاراً)، وإذا بدهم يكرمونا بآخذ 25 ديناراً (35 دولاراً).
قبل افتتاح صناديق الاقتراع، عند الساعة السابعة صباحاً، احتشد مؤازرو القوائم المرشحة والمرشحون في محاولة أخيرة للتأثير على الناخبين قبل دخولهم إلى صناديق الاقتراع لصالح قائمة بعينها، أو للتأكد من حضور ناخبين للإدلاء بأصواتهم.
نسبة كبيرة من العاملين بوظيفة مؤازرٍ، هم من الأطفال الذين يجرم قانون العمل الأردني تشغيلهم.
وينصّ قانون العمل الأردني على أنه "لا يجوز بأي حال تشغيل الحدث الذي لم يكمل السادسة عشرة من عمره بأي صورة من الصور،" وينص القانون، أيضاً، على أنه "لا يجوز تشغيل الحدث الذي لم يكمل الثامنة عشرة من عمره في الأعمال الخطرة أو المرهقة أو المضرة بالصحة".
ويحظر القانون تشغيل الحدث لأكثر من ست ساعات، في اليوم الواحد، على أن يعطى فترة للراحة لا تقلّ عن ساعة واحدة بعد عمل أربع ساعات متصلة، وإلا يعمل بين الساعة الثامنة مساء والسادسة صباحاً، ويحظر تشغيل الحدث في أيام الأعياد الدينية والعطل الرسمية وأيام العطل الأسبوعية.
وأعلنت الحكومة الأردنية يوم الاقتراع عطلة رسمية.
الناطق باسم وزارة العمل الأردنية، محمد الخطيب، أكد أن تشغيل الأطفال في العملية الانتخابية يشكل مخالفة للقانون، لكنه يقرّ بعدم إصدار الوزارة تحذيراً من تشغيل الأطفال في العملية الانتخابية.
وقدّر تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، أخيراً، وجود أكثر من 100 ألف طفل ينخرطون في سوق العمل الأردنية، يقول مدير المركز العمالي الأردني أحمد عوض: "عمالة الأطفال تتناسب طردياً مع مستويات الفقر، كلما ارتفعت مستوياته زادت عمالة الأطفال نتيجة اضطرار عائلاتهم لتشغيلهم للمساعدة في نفقات الأسرة".