النفايات مادة للتراشق السياسي في لبنان

النفايات مادة للتراشق السياسي في لبنان

19 اغسطس 2016
إعادة تدوير نفايات في لبنان (راتب الصفدي/ الأناضول)
+ الخط -
 
انتهت جلسة الحكومة اللبنانية يوم أمس الخميس، من دون أن يحسم الجدل السياسي الدائر حول خطّة النفايات التي أقرّتها الحكومة قبل أشهر، بهدف إنهاء أزمة النفايات المستمرّة منذ ثمانية أشهر. وإن كان الإجماع السياسي في الحكومة قد ساهم في إقرار الخطة، إلا أنّ اعتراضات المناطق، خصوصاً تلك التي تنص الخطة على تحويلها إلى "مطامر صحية مؤقتة"، هزت الإجماع، وحولت حزب "الكتائب" إلى رأس حربة سياسية في الاعتراض على إنشاء مطمر في منطقة برج حمود شمال العاصمة بيروت.

واعتصم مناصرو الحزب أمام ورش العمل الموجودة في الموقع. وأطلق رئيس الحزب النائب سامي الجميل اتهامات في وجه الحكومة. كذلك، اتّهم شركات النفايات الخاصة المتعاقدة معها (سوكومي وسوكلين) في "توزيع 60 إلى 70 في المائة من أرباحها على الشخصيات والسياسيين النافذين".

وقال وزير الزراعة أكرم شهيب، المكلّف بمتابعة ملف أزمة النفايات من قبل الحكومة، إنه "ليس بيننا وبين حزب الكتائب أية مشكلة، ولا نريد أن نقاد إلى شجار".​ وبعد لقائه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، اليوم، أشار إلى أن "منع العمل في موقع برج حمود يُعطّل الحل المؤقت الذي اعتمدته الحكومة لحلّ الأزمة، وهو حل مقبول لمرحلة معينة".

وحذّر من أن "تأخير تجهيز الموقع لاستقبال النفايات سيضرّ بالمتعهد الذي لديه وقت محدد لإنهاء العمل"، لافتاً إلى أن "المشكلة واضحة. إما أن تعود النفايات إلى الشوارع، وإما نستمر في هذا الحل المؤقت لأربع سنوات".

ولم يتأخّر ردّ شركتي "سوكلين" و"سوكومي" على الجميل، ونفت الشركتان "جملة وتفصيلاً جميع الاتهامات السياسية والتصريحات التي أطلقها بحقنا النائب الجميل، ويهمنا أن نعيد ونؤكد بأنه ليس لدينا أي ارتباط بالسلطة السياسية والسياسيين، ونعتمد مبدأ الشفافية التامة، ويحكم عملنا أخلاقيات مهنية عالية لم ولن نحيد عنها يوماً". وأكدتا الالتزام بـ"نسب الفرز والطمر المنصوص عليها في العقود الموقعة مع الحكومة اللبنانية".

وكان الجميل قد أعلن أن "حزب الكتائب أوقف السير في العمل في مطمر برج حمود لأنه مؤذ، وسيؤدي إلى كارثة ستمتد على مدى سنوات، وسينتج عنها أضرار بيئية وصحية". وقال إن "البديل سهل، وهو بالعودة إلى خطة شهيب التي تقضي بلامركزية النفايات". وسأل: "لماذا يخيروننا بين موتين؟ إما أن نموت بسبب رائحة المكب، أو بسبب رائحة النفايات في الشارع. أما خيار عدم الموت فغير موجود".

المساهمون