الحاج أنور زغير... جامع عملات فلسطيني يوثق تاريخ بلاده

الحاج أنور زغير... جامع عملات فلسطيني يوثق تاريخ بلاده

24 أكتوبر 2018
هواية لم تقتصر على العملات بل ضمت وثائق تاريخية(فيسبوك)
+ الخط -


منذ 55 عاماً والحاج أنور زغير يمارس هوايته المفضلة في جمع العملات التاريخية القديمة التي مرت على وطنه فلسطين. يجوب مدن الضفة الغربية المحتلة وعدداً من عواصم ومدن العالم، باحثاً عن حضارة الفلسطينيين وتجذرهم في الأرض عبر التاريخ.

الحاج أنور زغير (73 عاماً) من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، هو جامع عملات نقدية تاريخية وحديثة من العالم تخطى إصدارها مئات وآلاف السنين. وعايش عبر جمعها العديد من الحقب والعصور التاريخية، ويقول لـ"العربي الجديد": "هذه المهمة التي أقوم بها هي تغذية لهوايتي، وتحولت فيما بعد إلى دراسة وبحث تاريخي".

ويجمع هذا المسن كل العملات التي مرت على فلسطين عبر العصور منذ العهد الكنعاني (أصل الفلسطينيين) وحتى اليوم. وتلك الهواية التي تعلق بها ليست سوى تعبير عن حبه للتاريخ، فمنذ صغره كان مولعاً بالتاريخ والآثار، وزار العديد من المتاحف في العالم، واشترك بفعاليات تتعلق بالعملات القديمة في أكثر من دولة. كما دفعته هواية جمع العملات إلى زيارة أكثر من 72 دولة في العالم. لم تكن زياراته ذات مغزى تجاري أو ربحي، وإنما جمع العملات من ماله الخاص.

تبرع زغير بكل ما يملك من هذه العملات لإقامة متحف تاريخي فلسطيني في مدينة الخليل التي تعتبر من المدن القديمة في العالم. والعملات التي جمعها تعبر عن حقبة زمنية طويلة لكل ما صك في فلسطين من عملات عبر العصور، ومنها من العهد الكنعاني واليوناني والروماني والبيزنطي والعهود الإسلامية جميعها، كما بحوزته أول عملة صكت في التاريخ الإسلامي في عهد عبد الملك بن مروان والعملة العباسية والفاطمية والمملوكية وكذلك العملات التي صكت في العهد العثماني.
العملات وجه من وجوه التاريخ (فيسبوك) 

يعتبر زغير أن العملات تدل على تاريخ تجذر الفلسطينيين في أرضهم، مشيراً إلى أن عملتهم الفلسطينية صدرت قبل 90 عاماً وطبعت في أول إصدار لها في عهد الانتداب البريطاني عام 1927. وأشار إلى أن عملة الاحتلال (الشيكل) هي ليست للاحتلال الإسرائيلي، إنما هي عملة صكت في عهد الفينيقيين والكنعانيين قبل أربعة آلاف عام وكان اسمها (الشاقل).
عملات قديمة من أيام البيزنطيين (فيسبوك) 



هذه العملات التي يجمعها الحاج أنور تدلّ على حضارة الفلسطينيين المنحدرين من الكنعانيين، حتى إن المدن الفلسطينية كانت لكل منها عملة في عهد الرومان. ويقول زغير إن أكثر من 17 مدينة فلسطينية كانت لها عملات خاصة.

يجمع زغير عملاته في ألبومات خاصة يحتفظ ببعضها، ويضع بعضاً آخر في البنوك، ولديه عدد من الوسائل الأخرى لحفظها. ويلفت إلى أن لديه وثائق مهمة تتعلق بحضارة الفلسطينيين وتاريخهم ويعتبرها أرثاً كبيراً، بالإضافة إلى جمعه الطوابع البريدية كافة التي مرت على فلسطين في عهد العثمانيين، وعهد الانتداب البريطاني وكتب عليها فلسطين.
أحد الصكوك القديمة أيام الحكم العثماني (فيسبوك) 

تلك التجربة التي عاشها الحاج أنور ويعيشها إلى اليوم تتخطّى بالنسبة إليه المتعة والتسلية وتقدم الفائدة ليس له شخصياً فحسب، وإنما لوطنه فلسطين. ورغم أنها مكلفة له، لكنه يحمل على عاتقه مهمة كبيرة وهي تغذية رواية شعبه بإثباتات من العملات والوثائق تؤكد أحقيتهم التاريخية بالأرض.
سافر إلى 72 دولة حول العالم مدفوعاً بهوايته (فيسبوك) 

ويقول جامع العملات إنه استخلص من مهمته في البحث بأن نسبة 70 في المائة من العملات في العالم صكت في فلسطين، التي تعتبر مركزا للحضارات وملتقى للقارات وأرض الأنبياء.