أوسلو: اختفاء 781 طفلاً لاجئاً من مراكز اللجوء

أوسلو: اختفاء 781 طفلاً لاجئاً من مراكز اللجوء

16 يناير 2016
أطفال تاهوا عن أهاليهم خلال رحلة اللجوء(العربي الجديد)
+ الخط -



أعلنت السلطات النرويجية المسؤولة عن إيواء اللاجئين، أمس الجمعة، عن أرقام جديدة تتعلق بظاهرة اختفاء الأطفال والقصر من مراكز إيواء اللجوء. وبحسب أرقام مديرية الأجانب في أوسلو فقد " اختفى منذ 2013 بلا أثر 781 طفلاً وقاصراً". وأقلق هذا الرقم منظمة "إنقاذ الطفولة" التي تخشى بأن يكون هؤلاء "عرضة لاعتداءات مختلفة والاتجار بهم".

ليس جميع من اختفوا من الأطفال والقصر قادمين بلا أهل، ووفق أرقام مديرية الأجانب فإن 178 طفلاً حضروا بلا أهل واختفى أثرهم تماما.

في العام 2015، وصل عدد طالبي اللجوء إلى النرويج حسب الأرقام الرسمية إلى 31.145 شخصاً، ومنهم عبر الحدود الروسية (ستورسكو) على درجات هوائية تخطط السلطات لإعادة قسم كبير منهم إلى روسيا بذات الطريقة. ويبدو أن السلطات النرويجية مشغولة بترحيل اللاجئين أكثر من انشغالها بإيجاد الأطفال والقصّر المختفين.

اقرأ أيضاً: الدنمارك تلحق بالسويد وتغلق حدودها مع ألمانيا

ومن بين تلك الآلاف، حضر حوالي 300 طفل بلا أهل. بينما في العامين السابقين 2014 و2013 وصل 480 طفلاً إلى الأراضي النرويجية. وتنقل الصحف المحلية عن كاميلا انغيسيت، المتخصصة في قسم "إنقاذ الطفولة" النرويجي قولها: "نعتقد بأنه لم يجرِ القيام بما ينبغي لإيقاف اختفاء هؤلاء الأطفال وبذل جهد لإيجادهم. فمن المقلق جداً أن يحضر أطفال إلى النرويج ويختفي أثرهم، دون أن نعرف ما حصل لهم".

ما يقلق منظمة "إنقاذ الطفولة" كذلك "أن هؤلاء الأطفال حضروا إلى البلاد وتعرضوا لمعاناة كبيرة أثناء رحلة التهريب إلى أوروبا، ومنهم من تعرض لاعتداءات، وهي ذات المخاطر التي تقلقنا بنتيجة الاختفاء في النرويج".

وتعتقد مديرية الأجانب في أوسلو أن "العديد منهم غادر إلى بلدان أوروبية أخرى لطلب اللجوء فيها، وقسم كبير من هؤلاء ربما عاد إلى بلده أو إلى المناطق المجاورة، وآخرون يفضلون الاختفاء ويعيشون في البلاد بدون أوراق".

وكانت السويد قد عانت في الأشهر الأخيرة من العام الماضي من اختفاء مجموعة من الأطفال اللاجئين، خصوصا من مدينة مالمو، تمت الإشارة إليهم في تقرير سابق لـ"العربي الجديد". ولم تكن العاصمة استوكهولم بمنأى عن هذه الظاهرة المقلقة، ما دفع الشرطة السويدية في سبتمبر/ أيلول 2015 إلى اتخاذ إجراءات في المحطة المركزية، حيث كانت تمنع أي شخص من الاقتراب من الأطفال لاصطحابهم بحجة مساعدتهم.

لكن اتساع الظاهرة وتشدد القوانين مؤخراً يضع الكثير من علامات الاستفهام حول مصير هؤلاء الذين اختفوا، حوالي 50 طفلا في مالمو وحدها.

اقرأ أيضاً: السويد: تسيير دوريات بحرية وجوية لحراسة الحدود

ومنذ أن تدفق اللاجئون شمالاً من بودابست في سبتمبر/أيلول 2015، بدا الأمر يقلق الكثير من سلطات دول الشمال، على اعتبار أن الاختفاء المتزامن ليس مجرد صدفة. وتقف السلطات عاجزة عن تقديم أجوبة وتفسيرات واقعية، لما جرى لهؤلاء الأطفال بعد أشهر طويلة من اختفاء أثرهم، في غمرة الانشغال منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بالتشديدات المعقدة للإقامة في دول الشمال.

وفي كوبنهاغن ليس الأمر أقل تعقيدا، فعادة ما يجري نقل الأطفال والقصر القادمين بلا أهل أو مرافقين كبار إلى مراكز خاصة. ومن التجارب السابقة يبدو أن الفترة الممتدة من 2002-2008 شهدت أكبر نسبة اختفاء للأطفال وصلت لحوالي 700 طفل من مركز "غريبسكو" وفق أرقام رسمية عن "مراكز العناية بالأطفال". وبالرغم من أنه تم إيجاد 100 طفل فما زال مصير 600 طفل منذ تلك الفترة مجهولاً.

ومنذ سبتمبر/ أيلول الماضي، اختفى أثر 143 طفلا وقاصراً من ذات المركز الدنماركي، حيث فسرت السلطات الأمر بأن هؤلاء ربما تعرضوا لمشاكل مثل الاتجار بالبشر أو كانت لديهم وجهة أخرى غير الدنمارك.

اقرأ أيضاً: الصدفة تكشف مخططاً للاعتداء الجنسي على 70 طفلاً بالنرويج

المساهمون