أكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية، اليوم الإثنين، أن الأسرى القاصرين في معتقل "الدامون" يعانون من أوضاع صعبة في ظل تزايد الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقّهم.
ونقل بيان للهيئة عن محاميتها عقب زيارتها إلى المعتقل؛ شهادات لممثّل الأسرى القاصرين محمد الجولاني، وأسرى قاصرين آخرين تعرّضوا للتّنكيل خلال عمليات الاعتقال والتّحقيق والتّوقيف، وخلال احتجازهم في السّجون، ونقلهم إلى المحاكم.
وأكّد الأسير الجولاني أن أبرز الانتهاكات بحقّ الأسرى القاصرين في "الدامون" هي نقلهم من المعتقل إلى المحاكم عبر عربة "البوسطة"، والتي تستغرق ثلاثة أيام، وخلال تلك الرّحلة يتعرّضون لاعتداء السّجناء الجنائيين الإسرائيليين عليهم، وسرقة مقتنياتهم، بالإضافة إلى اعتداء قوّات القمع "النحشون" عليهم.
وكانت آخر تلك الاعتداءات قيام سجّاني معتقل "الرملة" وقوات "النحشون" بالتعدي على ستّة أسرى قاصرين بعد محاولتهم استرجاع مقتنياتهم المسروقة، وعرف من هؤلاء الأسرى أسامة طه، ونور عجلوني، وأحمد خليفة، وعبد المنعم النتشة، وعدي درباس.
وروى الأسيران نور عجلوني (16 سنة) وأحمد خليفة (16 سنة) من القدس، أنّهما تعرّضا لاعتداء قوّات المستعربين عليهما خلال اعتقالهما من الشّارع في مخيّم شعفاط بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول الماضي، إذ تم تثبيتهما أرضاً، وتقييد أياديهما والتعدي عليهما بالضّرب المبرح، وجرّهما إلى المركبة.
وبيّن القاصر خليفة أنّه عند وصوله إلى مركز شرطة النبي يعقوب، قام أحد أفراد الشّرطة الإسرائيلية بفكّ رباط حذائه ومحاولة خنقه به، وعندما ردّ بمحاولة القبض بأسنانه على يد الشّرطي للدّفاع عن نفسه؛ حضر سبعة أفراد شرطة آخرين، وقاموا بتثبيته وشدّ رقبته ورشّ الغاز المسيل للدّموع في الغرفة وإغلاقها عليه بعد مغادرتهم لها، ما أدّى إلى إصابته بالاختناق والسّعال.
وأشار الأسيران القاصران عجلوني وخليفة إلى أنهما قبعا في مركز تحقيق وتوقيف "المسكوبية" لمدّة 36 يوماً، وفيه تعرّضا للتّعذيب والعزل، بالإضافة إلى تعرّضهما للتّعذيب على أيدي قوات "النحشون" خلال نقلهما إلى المحاكم، وتسبّب أحد الاعتداءات بإصابة الأسير خليفة بجرح عميق في رأسه.
وأوضح الأسير عبد السلام أبو لبن (16 سنة) من القدس، والمعتقل منذ 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنه قبع في "المسكوبية" لمدّة 24 يوماً تعرّض فيها للتّعذيب والعزل، وقام أفراد "النحشون" بالاعتداء عليه خلال نقله لحضور إحدى جلسات المحاكم، وذلك بشدّ الأصفاد على يديه، وعند طلبه إرخاءها لشدّة الألم، ردّوا عليه برطم رأسه بالحائط عدّة مرّات.
ويقبع 47 قاصراً فلسطينياً في معتقل "الدامون" وحده، وغالبيتهم من مدينة القدس المحتلة، فيما يقبع في سجون الاحتلال نحو 200 قاصر فلسطيني.