كشف وزير التربية والتعليم المصري، طارق شوقي، أنه تم حسم نحو 39 مليار جنيه من ميزانية الوزارة في العام المالي المقبل، موضحاً أن "وزارة التعليم طلبت 138 مليار جنيه، إلا أن وزارة المالية خصصت 99 مليارا فقط (5.77 مليارات دولار أميركي).
وقال شوقي أمام لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب، اليوم الاثنين: "نحتاج 110 مليارات جنيه على الأقل سنوياً لتطبيق نظام التعليم الجديد، من دون حساب الزيادة على مرتبات المعلمين، لأن النظام يتضمن إعداد كتب ومناهج جديدة، وتدريب مئات الآلاف من المعلمين، وإنشاء شبكات إلكترونية، وشراء أجهزة (تابلت) للطلاب، إلى جانب افتتاح المدارس اليابانية".
وأضاف: "نفذنا في العام الماضي ما تم الاتفاق عليه مع وزارة المالية من دون زيادة في اعتمادات وزارة التعليم، إلا أننا اضطررنا إلى خصم 50 في المائة من مخصصات مديريات التعليم في المحافظات، وأكثر من ملياري جنيه من مخصصات هيئة الأبنية التعليمية لتنفيذ برنامج التطوير وسط وعود متكررة من وزارة المالية بصرف هذه الأموال بلا جدوى".
وتابع الوزير: "وزارة المالية لا تمنحنا مليماً واحداً إلا بطلوع الروح، ونحصل دائما على أقل مما نطلبه، علما أن أعداد الطلاب يتضاعف، ووضع المناهج الجديدة يكلف. طلبنا 11 مليار جنيه إضافية، ولو لم نحصل عليها لن أكمل نظام التعليم الجديد، خصوصاً أن أموال التمويل الأجنبي ضخت كلها في التطوير، واستدنا ملياري جنيه من هيئة الأبنية التعليمية بما يؤثر على دورها، ويفاقم من كثافة الطلاب في الفصول".
وأبدى شوقي انزعاجه من موقف وزارة المالية إزاء التعليم، قائلاً: "لو لم نأخذ ما نحتاجه هذه المرة، فإن مشروع تطوير التعليم سيتوقف. هذا ليس تهديداً، لكن ليس لدينا رفاهية الحوار، ونريد 11 مليار جنيه فوق المبالغ المعتمدة في الموازنة الجديدة. موازنتنا 110 مليارات جنيه من دون زيادة مرتبات المعلمين".
وزاد: "نريد 4.6 مليارات جنيه لهيئة الأبنية التعليمية زيادة عن المبالغ المعتمدة، و4.9 مليارات جنيه لتطوير الشبكات وشراء التابلت، و800 مليون جنيه لطباعة الكتب، و12.7 مليار جنيه لطلبات المديريات في المحافظات وديوان عام الوزارة، بالإضافة إلى 16 مليار جنيه لزيادة مرتبات المعلمين. عدم تفعيل شرائح التابلت في امتحانات الصف الأول الثانوي كان سببه قطع الإنترنت لعدم وجود أموال للدفع مقابل الخدمة".
وواصل وزير التعليم: "الدائنون يقفون لنا بالمرصاد، ولا أحد يبحث عن أصل المشكلة قبل لوم وزارة التربية والتعليم. انطلق مشروع تطوير التعليم، وهناك جهود حثيثة لهيكلة الوزارة بالكامل، واختيار قيادات المديريات حتى يمكن إيقاف النظام الجديد على قدميه".
وعن الكثافة الطلابية الكبيرة في الفصول، قال: "نعمل حالياً على تطوير النظام التعليمي، وبعدها يمكن للناس أن تتحدث عن الكثافة. من يقول الكثافة كبيرة، سأقول له هات فلوس عشان نحلها، لأن عدد المواليد يصل إلى 700 ألف طفل سنوياً. ليس أمامنا سوى تحديد أولوياتنا في الإنفاق، وقد اخترنا التطوير أولاً، واللي يحتاجه التطوير يحرم الآن على الجامع".
وعن مطالب تصنيع التابلت في مصر بدلاً من استيراده، قال الوزير: "البعض يعتقد أن تصنيعه داخل البلاد سيوفر التكلفة، ولكن هذا غير صحيح، لأن المستثمر سيحتاج في البداية إلى فترة لتحقيق العائد المنتظر من استثماره. ونحن نحتاج إلى 5 سنوات بعد إنشاء المصنع، للوصول إلى سعر مناسب للتابلت".